الأخبار

المنافسة في سوق الإعلان المصري غير شريفة

 

104

بعد عودتي زادت حصة «بروموميديا» من الإعلانات بالسوق المصرية إلى 30%

الترويج باحتكار الدوري حرب لتحقيق أغراض شخصية ووزير الرياضة صديقي

الدوري المصري يستحق سعر مرتفع والكل كسبان

 شاركت في تطوير الصناعة والمنافسة غير شريفة وجميعنا خاسرون

نجاحي كان خطأي الوحيد، ومشكلاتي القضائية حرب لتكسير العظام           

حوار – رشا الشامي

تصوير – محمد الموجي

 

IMG_7798

يشغل الإعلام حيزا واسعا من اهتمام الدولة، يجده البعض مبالغا فيه واخرين يجدون الدولة على حق، يخرج رئيس الجمهورية في خطاباته بمناسباتها المختلفة لائما الإعلام تارة وتارة مشددا أن بيد القائمين عليه الكثير للاصلاح والحفاظ على وحدة الشعب، ووسط ذلك كله يقف المواطنون في حيرة بين رغبة عارمة في المعرفة وبين قلق من تراجع مصداقية الوسائل الاعلامية بشكل عام قد يصل لاتهام البعض منها بانعدام المهنية.

العاملون بمجال الإعلام يؤكدون تراجعه ويتململون من أزمات مادية تعيق تقدمهم وربما تؤخر مستحقاتهم المالية لأشهر.
ايهاب طلعت أحد أهم رجال الصناعة اليوم، هو رئيس مجلس إدارة شركة بروموميديا إحدى أهم شركات الاعلانات المصرية والتي تعد الوكيل الإعلاني لكبرى الفضائيات كيف يسهم طلعت في تطوير الصناعة وهل تحكمه اليات السوق وما المستقبل للفضائيات المتعثرة، أسئلة يجيب عليها ايهاب طلعت في حوار مع رشا الشامي لوكالة أنباء أونا من جزئين:
الجزء الأول:
..

إيهاب طلعت خلال حواره مع رشا الشامي تصوير محمد الموجي

بعودتك لـ “برومو ميديا” أعلنت أن هدف الشركة الحصول على  أكثر من 50% من الإعلانات بالسوق.. هل حققت ذلك؟

في  أول يوليو 2014  عُدت إلى برومو ميديا، وكان نصيب الشركة –حينها- حوالي  4% من سوق الإعلان ، لكن مع نهاية ديسمبر 2015 تتجاوز نسبة الإعلان التي استحوذت عليها الشركة  إلى 30% من إجمالي السوق.

 بكيت عندما نجحت برومو ميديا في شراء الدوري المصري؟

 تأثرت، تذكرت مشواري الإعلامي الطويل، البداية التي كانت من تحت الأرض، بدأت كمندوب إعلاني مقابل 120 جنيه في الشهر –وهذا شرف لي- عملت بالبيع والشراء وبمجال بيع الإعلانات بالجرايد (5سم * 2عمود)، كنت حين أنجز 4 نشرات أشعر بسعادة كبيرة على قدر المجهود الكبير الذي بذلته ، ووصلت إلى أن أكون واحد من أهم العاملين بصناعة الإعلام في العالم العربي وشركتي من أهم الشركات وأكبررها ، خلال رحلتي مريت بالعديد من النجاحات والإخفاقات والظلم، منذ عام 2005 واجهت مشاكل عديدة مثل مشكلة الأهرام والتليفزيون والبيت بيتك وماسبيرو وغيرها، لم أرد حتى الحظة  ولم أذك ذكر أسماء من حاربوني ،  كنت فقط أدافع عن نفسي،  ولقد قمت بتسوية حوالي 90 % من مشكلاتي وانهيتها وأنا هنا بمصر انتهت، فقط  كنت أتمنى أن يكون هناك شرف بالحرب لكنها حرب لتكسير العظام

إيهاب طلعت خلال حواره مع رشا الشامي تصوير محمد الموجي

سعر عقد شراء الدوري 215 مليون جنيه.. هل تعمدت رفع سعر الدوري المصري؟

 بالفعل كنت اقصد ذلك، ومن وجهة نظري محتوى الدوري المصري لم يأخذ حقه طوال السنوات الماضية، ويستحق أكثر مما يحصل عليه وأفضل من دوريات عربية كثيرة، وأوكد أن تعظيم الموارد المالية لهذه الصناعة سيؤدي إلى ارتفاعها، والنفع في النهاية سيعود على منتخب مصر.

والدوري كان قبل ثورة 25 يناير كان في طريقه إنه يأخذ حقه، نسبة الإقبال الإعلاني كانت كبيرة عليه، لكن بعد أحداث بورسعيد حصل خلل كبير أثر على الدوري، ما هي المشكلة في  زيادة سعر محتوى يستحق؟  كل ما فعلته  هو ما هو مُتبع بالخارج وتخليت عن  الطريقة النمطية يُباع بها الدوري المصري  بالسوق، واتجهت لوجود (راع) يدعم ويتحمل التكلفة لترتفع الدنيا.

 البعض اعتبر هذا احتكار للدوري وروج لذلك عبر وسائل الاعلام ما ردك؟

 لم نحتكر بث الدوري كما يروج بعض المتنافسين ، للوصول لأغراضهم ومصالحهم الشخصية، لكننا رفعنا سعر الدوري لصالح مصر، لماذا لا أسهم في تحقيق مكسب للقطاع الكروي اذا كنت سأحقق ربحًا لشركتي أيضًا

واستنكر طلعت فكرة الاحتكار التي قال انها تنافي المنطق خاصة أن الدوري يعرض على التلفزيون المصري فضائي وأرضي إلى جانب قناتي الحياة وتن الفضائيتين، قائلًا: هما ليه عايزين الدوري يلف على كل القنوات؟! 

 

إيهاب طلعت خلال حواره مع رشا الشامي تصوير محمد الموجي

هل سياسات الدولة المصرية الرياضية تدعم تجربتك مع الدوري؟

بالتأكيد سياسات الدولة ستدعمنا في هذه التجربة، ووزير الشباب والرياضة الحالي خالد عبد العزيز ، صاحب تجربة وفكر محترم، وهو صديقي بالمناسبة واذكر له تجربته الناجحة في تطوير مركز شباب الجزيرة.

 كيف ترى عودتك إلى سوق الإعلان المصري وهل أضافت عودتك، خاصة أنك تعمل وسط ما يقال عنهم تلامذتك ؟

 أنا واحد ممن  طوروا صناعة الإعلام نفسها، وشرف لي أن يقال أن عدد كبير من شركات الإعلان المصرية تتلمذوا على يدي، ويسعدني أن يكون لي تلاميذ أفضل مني وفي موقع منافسة.

.السوق المصري منذ 1995 تطور تدريجيًا حتى أصبح منافس للأسواق الخارجية العربية الكبري بشكل قوي، وعلى الرغم من أن الاقتصاد المصري ليس بأفضل اقتصاد في المنطقة العربية إلا أن سوق الإعلام المصري من أكبر الأسواق الموجودة بالمنطقة العربية

 بعد الثورة كان هناك مخاوف من سيطرة المعلن الأجنبي على السوق الإعلان المصري كيف تررى ذلك ؟

 المخاوف مشروعة، لكن يجب أن نتذكر أن الإعلام المصري هو الإعلام الرائد في العالم العربي وإن مر بوعكة فسينهض، وإن دخل  الإعلام الخارجي والعربي إلى البيوت المصرية ، يظل إعلامنا الأهم والأقوى بالوطن العربي.

 وعن “بير شويري” الوكيل الإعلاني الأجنبي بالسوق المصرية قال طلعت لم يستحوذ شويري والذي ينافس بقوة شركات مصرية على السوق الإعلاني المصري، ولم يأخذ أكثر من اللازم كما أشار بعض المنافسين، هو منافس مثل غيره من المنافسين سمح له القانون بالتواجد والمنافسة

.

طبيعة المنافسة في سوق الإعلان المصري هل تخدم الصناعة؟

لا لا أرى إنها لصالح السوق، فالطريقة التنافس بسوق الإعلان غالبًا ما تكون بالطريقة غير الشريفة، هذا التنافس أدى إلى ارتفاع سعر المنتج والمحتوى بشكل مبالغ فيه الأمر الذي أدى إلى زيادة الأعباء على المحطات والوسائل، أصبح المنتج الذي لا يستحق سعره مبالغ فيه جدًا، وعلي سبيل المثال لا يجوز أن يكون سعر تكلفة الساعة الدرامية أعلى بكثير من سعر تكلفة محتوى صناعة كرة القدم، وتقريبًا لا يوجد هذا الأمر بأي تلفزيون في العالم غير مصر، وسبب  كل هذا طريقة التنافس.

هناك مذيعون بالسوق المصري لا يستحقون رُبع ما يحصلون عليه، وهناك آخرون يستحقون عن جدارة رواتبهم، الأمر هنا لا يتعلق بالإعلانات فقط انما من المهم الأخذ بالاعتبار نسب المشاهدة مهمة أيضًا.

إيهاب طلعت خلال حواره مع رشا الشامي تصوير محمد الموجي

 كيف نضبط آليات سوق الإعلام؟

في ظل التناقس يجب أن يحدث تنسيق بين المتنافسين، وهذا يحدث في العالم وقد بدأنا بالفعل في محاولات  للتنسيق فيما بيننا لضبط هذه الآليات فنحن جميعًا أكثر من يتضرر بعدم انضباط السوق الذي يُخل  بالصناعة، لكن يجب أن نعلم أن ذلك سيتطلب وقتًا لأنه ممتلئ بالتفاصيل، ويجب على المتنافسين الوقوف أمام حقيقة أن هناك أسعار مبالغ فيها لا يجب أن تكون موجودة بالسوق، وهناك منتجات غير جيدة تحصل على أسعار عالية.

هل تحمل نفسك مسؤولية ما فيما يتعلق بالمشكلات التي واجهتها أم تعتبر أنك ظلمت ؟

مستنكرًا أجاب طلعت، هل حين تصبح ناجحا وكبيرا بالسوق يكون ذلك  خطأك ؟!  حين تكون شابا في الثلاثينات  من عمرك ولديك طموحات كبيرة وتعطي طاقتك كاملة للعمل  فتصل أهدافك ويكلل مجهودك بالنجاح يعتبر ذلك خطأك ؟

أنا اتظلمت و تسعين بالمئة من الناس تعلم ذلك جيدا، ولن أشير إلى من ظلموني، يعرفون أنفسهم وسأتحدث عنهم قرريبا جدا

، أعد بذلك.

إيهاب طلعت خلال حواره مع رشا الشامي تصوير محمد الموجي

وتابع طلعت، حين يوجد برنامج اسمه البيت بيتك “بتاع الترمس” الذي يقضي يومه متجولا في الشارع يعلم أنه لصاحبه  إيهاب طلعت ثم  فجأة يأخذ منه، وتظل مجموعة ما مدة  6 سنوات تأكل من خير البرنامج وتحصد من نجاحه وأنا خارج مصر، وللمرة العاشرة أكرر أني خرجت من مصر عن طريق مطار القاهرة وبعد أن رفع  النائب اسمي من على قوائم الممنوعين من السفر فلم أكن هاربا، ليضعوني مرة أخرى بعد سفري بثلاثة أيام على قوائم الترقب فلا استطيع العودة.

 واستطرد طلعت، أعد الناس بالحديث عن تقاصيل كل المشاكل اللي اتعرضت لها منذ 2005 بالأرقام والمستندات، دون أن أجرح أحد أو أشهر بأي شخص كان حتى لو تورطت يداه بظلمي  فليس من الفروسية والنبل أن أن أشهر بمن أصبح ضعيفا مهزوما الان..

صرحت من قبل (الإعلام أصبح مهنة من لامهنة له) لماذا قلت ذلك ؟

أنا عند رأي، يقبل الناس على العمل بالاعلام ظنا انه مربح، والحقيقة أنهم يربحون فعلا من وراء عملهم ويحققون الكثير

أنت عضو بغرفة صناعة الإعلام فكيف تواجهون ذلك؟

نحاول من خلال أعضاء الغرفة الوصول للمصلحة العامة، ورغم إننا متنافسون وهناك تضارب مصالح نجلس على مائدة واحدة لإيجاد حلول لمشاكل عديدة وهذا الأمر ليس بالسهل تمامًا، نحاول وضع لوائح وقواعد نستطيع من خلالها الحد من الأخطاء الكثيرة التي يقع بها الإعلام الخاص.

إيهاب طلعت خلال حواره مع رشا الشامي تصوير محمد الموجي

قررت الغرفة منع ظهور مرتضى منصور وهناك قنوات لم تلتزم.. فهل الغرفة كيان ملزم للجميع؟ أم للأعضاء فقط؟ 

الغرفة كيان مُلزم لأعضائه فقط، والقرار تم الاتفاق عليه بالإجماع خلال جلسة الغرفة، ورئيس الزمالك سيظل رجل له قيمة، وهناك اتجاه قوي في القريب لإنهاء هذا الأمر، وتطور إيجابي لصالح الأزمة..

هل ترى أن الغرفة اتخذت قرارًا لصالح صناعة الإعلام؟ 

الغرفة أُسست لمساندة أعضائها ومناقشة مشاكلهم والارتقاء بصناعة الإعلام من خلال أعضاء الغرفة، و90 % من أعضاء الغرفة هم مؤسسو الإعلام الخاص،

إيهاب طلعت خلال حواره مع رشا الشامي تصوير محمد الموجي

لم نشهد للغرفة مواقف قاطعة لمساندة أي من المشكلات المتعلقة بالمهنة لتصويبها، ربما يذكر للغرفة مواقفها القاطعة فقط في مساندة الدولة والبيانات المتعلقة بالحرب على الإرهاب كيف ترد على ذلك ؟

لقد أخبرتك أن الغرفة بالأساس تأسست لمساندة أعضائها، ولما لا نساند الدولة نحن بالتأكيد نفعل ذلك وسنظل،

وإذا قُدمت لنا أي شكاوى -من داخل أو خارج الغرفة- ضد تجاوزات مهنية أو أخلاقية بالإعلام، سنجتمع ونناقشها ونأخذ قرارت ضد أي تجاوز -إن ثبت وجوده- حتى إن لم يكن لصالح أحد من أعضاء الغرفة.

وهناك أزمات كثيرة بالفعل اكتفينا بحلها ولم نعلن ذلك

.المصرى اليوم لايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى