الأخبار

إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء

 

 

حمرا

 

أكدت الصحف القطرية في افتتاحيتها أنه لا يوجد سوري وطني ولا أي عربي يقبل أن تتجاوز الدولة العبرية كل الخطوط الحمراء وتشن هذا العدوان الهمجي على عاصمة عربية، إلا أنه وفى الوقت ذاته أعربت عن اعتقادها بأن النظام السوري هو الذى أوصل الأوضاع الراهنة في بلاده إلى هذا المنزلق الخطير.

وقالت صحيفة (الشرق) ”إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا تشكل مقدمة خطيرة لخلط أوراق الصراع والحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من عامين مما يزيد الأمور تعقيدا”.

واعتبرت الهجوم الإسرائيلي انتهاكا خطيرا جديدا للقانون الدولي والسيادة الوطنية، مشيرة إلى أنه يؤكد في نفس الوقت الدور السلبى الانتهازي الذى تمارسه تل أبيب في المنطقة العربية، من خلال استغلالها للأحداث التي يموج بها إقليمنا، وتوظيفها لتداعياتها من أجل تحقيق أكبر المكاسب الاستراتيجية وحماية مصالحها وأمنها المزعوم.

وأوضحت (الشرق) أنه برغم كل ذلك يخطئ من يظن أن إسرائيل تسعى للتورط في حرب للإطاحة بنظام الأسد؛ فالواضح أن إسرائيل على رأس قائمة المستفيدين من بقاء نظام الأسد الذى بفضل سياساته تنعم جبهة إسرائيل الشمالية في الجولان المحتل بأكبر قدر من الهدوء منذ أربعة عقود.

وأضافت أنه ليس من الحنكة السياسية أيضا أن تسمح الإدارة الأمريكية المشغولة حاليا بوضع أيديها على أدلة اتهام وتورط نظام الأسد في استخدام السلاح الكيماوي لإقناع مجلس الأمن لشن الحرب عليه أن تسمح لإسرائيل بالقيام أو حتى بالاشتراك في تلك الحرب تحسبا لإمكانية تفجر ردت فعل سلبية لبعض قطاعات بالشارع العربي تماما مثلما جرى من ”تحييد” لإسرائيل خلال غزو العراق.

واختتمت (الشرق) افتتاحيتها بأن تكرار الهجمات الإسرائيلية على سوريا يفجر الكثير من التساؤلات حول مدى جاهزية الجيش السوري ”المنهك” من حربه الداخلية مع المنتفضين ضد النظام وقدرة وسائله الدفاعية على صد هجمات جديدة، وإلى أي مدى يمكن أن تجر تلك الهجمات أطرافا أخرى في المنطقة إلى حرب إقليمية؟، وهل يقدم حلفاء سوريا على ردود أفعال حقيقية ومؤثرة ضد إسرائيل لمنع اشتعال مثل هذه الحرب الإقليمية، التي تدق بعنف أبواب المنطقة؟.

ومن جانبها، أكدت صحيفة (الوطن) أن الاعتداء الإسرائيلي هو انتهاك صارخ للسيادة السورية، وهو أيضا عمل جبان يتقاطع مع كل المواثيق الدولية، فضلا عن أنه يزيد الأمور تعقيدا في سوريا، ويزيد المنطقة احتقانا، وهو ما يستدعى أن يتحرك مجلس الأمن الدولي لوقف مأساة يمكن أن تترتب على هذا العدوان.

وقالت الصحيفة ”إن بعض ما يلفت في هذا العدوان توقيته، خاصة أن الأهداف التى قصفتها إسرائيل كانت متوافرة لها طول الوقت، فلماذا حل موعد قصفها الآن؟.. فهل أن إسرائيل بهذا العدوان تحاول إنقاذ النظام، ومد طوق النجاة له، وإظهاره باعتباره ضحية؟ والتغطية على علاقة بين الطرفين، أبقت على الحدود باردة لسنوات طوال خلت، وهل أن تل أبيب تختلق الأعذار للأسد، وتهديه ما يتشدق ويتذرع به، لأن الدولة العبرية لن تجد جارا متقاعسا تفوق سلبيته سلبية هذا الجار في مطالبته بحقوقه الشرعية.

 

ا ش ا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى