منوعات

تعرف على قصة زرافة محمد علي باشا

 

 

 

لم تكن مصر أبداً موطناً للزرافات لكنها عرفتها منذ أقدم العصور، فجاءت لمصر مع غنائم الحروب فى النوبة أو هدايا من حكام النوبة لحكام مصر فى العصور القديمة.

فى عصر البطالمة كان بالإسكندرية حديقة للحيوان جلبت لها الحيوانات النادرة من كل مكان، و كان الكثير ممن حكموا مصر مولعين بالحيوانات النادرة، وكان أشهرهم على الإطلاق خمارويه بن أحمد بن طولون الذى جلب الحيوانات من كل مكان وكان حيوانه الأليف الذى يتجول به أسداً أزرق العينين يسمى “زريق”.

أما أوروبا لا تعرف الزرافة وكانت أول واحدة تصل لهم تلك التى إصطحبها معه يوليوس قيصر سنة 46ق.م عند عودته من الإسكندرية و أثارت دهشة أهل روما.

في سنة 1486م، أرسل السلطان المملوكي قايتباي زرافة من مصر كهدية إلى “لورينزو ديميديشي” حاكم مدينة فلورنسا الإيطالية، و استقبلها أهل فلورنسا بنفس الشغف و السعادة كأهل روما.

أما أشهر زرافة ارتبط اسمها بمصر فهى زرافة محمد علي التي أرسلها لفرنسا وبريطانيا بعد توتر العلاقات بينهما وبين مصر بعد دخول مصر حرب اليونان عام 1824.

وحينما كان “برناردينو دروفيتي” قنصل عام فرنسا فى مصر فى قصر محمد على بشبرا للتشاور حول تحسين العلاقات بين مصر و بريطانيا و فرنسا شاهد شيئاً عجيباً، زرافتان فى حديقة القصر أرسلهما أحد أعيان السودان كهدية للباشا، فوراً اقترح القنصل على الباشا إرسال واحدة لفرنسا و الأخرى لبريطانيا فهذه الهدية سيكون لها فعل السحر فى تحسين العلاقات.

اقتنع الباشا بالفكرة و بدأ فوراً تجهيزات الرحلة العجيبة، وظهرت مشكلة كبيرة، فإحدى الزرافتين لا تبدو بصحة جيدة والأخرى نشيطة قوية، فأيهما ستكون من نصيب البريطانيين وأيهما ستكون من نصيب الفرنسيين، حسم الأمر بالقرعة وكانت الزرافة القوية من نصيب الفرنسيين، أما الزرافة الأخرى فماتت بعد شهرين فور وصولها بريطانيا.

عامل الفرنسيون زرافتهم كملكة بالمعنى الحرفى للكلمة، حيث استقبلوها فى مارسيليا بأعداد كبيرة وإستقبلها الملك شارل العاشر فى باريس استقبالاً يليق بملكة، وأصبحت الزرافة حديث الفرنسيين وموضة وقتها، رسمت صورها وصدرت البطاقات البريدية تخلداً لقصتها، و أصبحت موضة الملابس لون جلدها، حتى أنه ظهرت فى هذا العصر فى فرنسا رابطة عنق بإسم الزرافة.

زار الزرافة أكثر من 600 الف زائر فى حديقة النباتات النادرة فى باريس، ماتت الزرافة عام 1845 فحزن عليها الفرنسيون واليوم توجد عظامها في متحف التاريخ الطبيعي بمدينة (لاروشيل) الفرنسية، الضجة التى أثارتها هذه الزرافة فى أوروبا جعلت محمد على باشا مضطراً لإرسال واحدة لبريطانيا و أخرى لإمبراطور النمسا لإرضائهما.

شاهد الصور..

 

 

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى