الأخبار

نعيش أجواء ما قبل الحرب العالمية الأولى

65

 

 

 

صبيحة 30 سبتمبر الماضى اقترب جنرال روسى من أبواب السفارة الأمريكية فى العراق يحمل فى يده رسالة واضحة وبسيطة لتسليمها إلى السفير الأمريكى فى العراق، كانت الرسالة مقتضبة وواضحة بأقصى قدر ممكن: «الجيش الروسى سيبدأ غارات جوية على سوريا المجاورة خلال ساعة على الأقصى، وعلى الجيش الأمريكى أن يخلى المجال الجوى فوراً»، وعلى الرغم من قدر البساطة والوضوح الذى تحمله تلك الرسالة، فإن المغزى كان أكثر عمقاً وأشد خطراً، فقد قرر الرئيس الروسى أن يتدخل أخيراً بعد 5 سنوات طويلة من حرب «وكالة» تجرى على أراضى سوريا، ولكن يبدو أن تلك الحرب طالت دون داعٍ ولزم الأمر التدخل المباشر لمحاولة إنهائها.

رسالة «موسكو» إلى «واشنطن» أثارت جدلاً وشكوكاً ومخاوف عدة، خصوصاً بعد أن نفذت روسيا بالفعل وعودها وشنت غاراتها الجوية الأولى فى سوريا نهاية سبتمبر، وهو ما دفع العالم إلى حالة جدل جديدة لم يشهدها منذ انتهاء الحرب الباردة، وبات السؤال الأبرز فى مراكز الدراسات والأبحاث العالمية: «هل يقترب العالم من حرب عالمية ثالثة؟ أم أنها حرب باردة جديدة؟»، ورغم سهولة التساؤل فإن الإجابة عنه ليست بهذا القدر من السهولة، خصوصاً أن روسيا لجأت إلى أسلحة ومعدات عسكرية ربما لم يستخدمها أحد منذ عقود.

خبير الشئون الأمنية الروسية بجامعة «نيويورك» الأمريكية مارك جاليوتى، قال إنه «على الرغم من أن الروس هم من أطلقوا تلك التحركات الأخيرة، فإن الواقع هو أن الأمر صعب بالنسبة لهم إلى حد كبير، كما أنه معقد جداً على المستوى اللوجيستى، وعلى سبيل المثال، ليس لدى الروس ما يقدمونه فى إطار حرب استعراض قوى طويلة المدى»، بينما تشير صحيفة «ميليتارى تايمز» الأمريكية المتخصصة فى الشئون العسكرية، إلى أن «الأمر يتعلق حالياً بالرغبة الصلبة لدى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لاستخدام القوة العسكرية لبلاده لاستعادة موقعها السابق كقوة عالمية، فهو فى سبيل تحقيق هذا الهدف رفع الاحتمالات كافة من خلال استخدام القوة العسكرية الروسية بأقصى قدراتها فى تعزيز مواقعها من أوكرانيا إلى دول البلطيق، ومن سوريا إلى الشرق الأوسط بأكمله، وهو ما يعيد طرح السؤال من جديد: هل العالم فى انتظار حرب عالمية ثالثة؟».

احتكاك الطائرات فى المجال السورى وقواعد الاشتباك التركية وفشل الدبلوماسية وأزمة اللاجئين.. أهم الأسباب

بحسب الصحيفة الأمريكية، فإن التحركات الروسية الأخيرة أشعلت الجدل فى أوساط المحللين العسكريين والاستراتيجيين فى الولايات المتحدة، وبات الجميع يطرح 3 تساؤلات أساسية لا رابع لها: «ما أقصى قدرة يستطيع الروس تحملها؟ وأين تحديداً يمكن أن يندلع الصدام المباشر مع روسيا؟ وكيف ستكون شكل الحرب مع روسيا فى عصرنا الحالى؟»، وعلى الرغم من تلك التساؤلات، فإن المحللين العسكريين الأمريكيين يؤكدون أنه لا مجال أبداً للشك فى أن القوة العسكرية الأمريكية قادرة على هزيمة الجيش الروسى فى أى مواجهة تجرى وجهاً لوجه، ولكن الأزمة فى شكل الحروب التى يشهدها العالم فى العصر الحديث، فالحروب لم تعد حروباً عسكرية فقط، وإنما تطورت عن أشكالها التقليدية لتصبح حروباً «جغرافية» و«سياسية»، كما أن اختلاف موقع اندلاع تلك الحرب يمنح طرفاً الأفضلية على الطرف الآخر.

«على المستوى العسكرى، الولايات المتحدة تنفق 10 مرات أكثر من روسيا، كما أنها تمتلك 10 حاملات للطائرات بينما تمتلك روسيا واحدة فقط، وهو ما يجعل روسيا ضعيفة على المستوى العسكرى التقليدى، ولكنها أيضاً تتطور كثيراً حين يتعلق الأمر بتكنولوجيا الحرب المتقدمة وتكتيكات القتال الجديدة واستراتيجيتها الجيوسياسية فى العالم، وهو ما ينفى مزاعم الولايات المتحدة بأنها القوة الوحيدة فى العالم، والنتيجة بكل بساطة: روسيا قوة صاعدة بشكل مفاجئ وستعود لموقع الغريم التقليدى العسكرى للولايات المتحدة، كما أن روسيا قادرة على تطوير نفسها بسرعة كبيرة»، بحسب المحلل الأمريكى السابق بـ«البنتاجون» ديفيد أوشامنيك، لافتاً إلى أن «روسيا استطاعت أن تحافظ، بل وطورت، صواريخها النووية الباليستية وأسطولها الجوى وغواصاتها النووية التى تزداد تعقيداً يوماً تلو الآخر».

المحلل بمجموعة «آى. إتش. إس» الأمنية والدفاعية، نيك دى لاريناجا، قال إنه «على مدار العام الأخير تقريباً، أجرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عملية إعادة تقييم لقدرات قوات حلف الناتو على الحدود مع روسيا، وكانت النتيجة أنه تم إجراء عملية جديدة لتعزيز الوجود الأمريكى فى دول عدة مثل بولندا والبلطيق ورومانيا وبلغاريا، بينما واصلت روسيا تحركاتها لاستفزاز الغرب من خلال خرق المجال الجوى لدول البلطيق الأعضاء فى (الناتو)، وهو ما وضع الحلف فى أزمة بشأن كيفية الرد على تلك الاستفزازات الروسية، دون التسبب فى إطلاق شرارة حرب عالمية جديدة».

«دى لاريناجا» يشير إلى أنه أمام «موسكو» خيارات عدة لخوض الحرب فى مواجهة «واشنطن» إن كانت ترغب فعلاً فى خوضها، فمثلاً هناك «الحرب الهجينة» التى تجرى على أراضى دول البلطيق، بينما هناك خيار آخر هو الحرب التقليدية المباشرة، ومن خلال مراجعة المعطيات المختلفة فى دول البلطيق، فإنه يظهر بوضوح أنه سيكون لـ«موسكو» الأفضلية الجوية فى مواجهة حلف «الناتو».

صحيفة «إنترناشيونال بيزنس تايمز» البريطانية قالت إن «امتلاء المجال الجوى السورى بعدد كبير من الطائرات لدول مختلفة تشن غارات على تنظيم (داعش) الإرهابى، يفتح المجال أمام مخاوف وشكوك حول إمكانية احتكاك تلك الطائرات ووقوع حوادث تؤدى مباشرة إلى اندلاع حرب عالمية جديدة تدور رحاها على الأراضى السورية هذه المرة»، مؤكدة أن خبراء عسكريين واستراتيجيين يؤكدون أن بارود إشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة على بعد ثوانٍ بسبب المعطيات المختلفة وتضارب المصالح والتحركات الفردية دون تنسيق على الأراضى السورية.

فى الوقت ذاته، تشير صحيفة «ميرور» البريطانية إلى أن محللاً عسكرياً بريطانياً، أكد أن «محاولة ترشيد المجال الجوى السورى وتجنب الاحتكاك فيه صعبة جداً وربما تكون مستحيلة، ونظراً إلى كمية الطائرات التى تستخدم هذا المجال الجوى، فإن خطر اندلاع الحرب العالمية الثالثة بشكل مفاجئ نتيجة الاحتكاك فى الأجواء السورية، بات بالفعل على بعد ثوانٍ، وهو ما يهدد بإشعال المنطقة بأكملها، وهو ما تحاول الولايات المتحدة تجنبه فى الوقت الحالى، من خلال التخلى عن استهداف بعض الأهداف والمناورة مع أهداف أخرى، لتجنب الاحتكاك بالطائرات الروسية»، مؤكداً أن الأجواء التى تسود المنطقة حالياً هى الأجواء نفسها التى سادت العالم قبل الحرب العالمية الأولى بأشهر قليلة، وهو ما يمكن أن يؤكده المؤرخون المطلعون على تاريخ الحرب العالمية الأولى وتداعياتها.

«هيسبورج»: ستكون «معولمة وليست عالمية».. «سينجر»: ستكون استثنائية.. «لوكين»: الصين لن تجر العالم إليها.. و«جاليوتى»: الروس ليسوا قادرين على حرب طويلة المدى الأمر صعب ومعقد

أستاذ العلوم السياسية الأمريكى بى دابليو سينجر، قال إن الأمر لن يستغرق طويلاً قبل أن تنطلق شرارة الحرب العالمية الثالثة، فالأمر لا يحتاج سوى احتكاك بسيط بين روسيا والصين من ناحية وحلف «الناتو» والولايات المتحدة من ناحية أخرى، قبل أن تنطلق شرارة الحرب وتكشف عن أشكال سابقة من «الحروب الهجينة» التى تجرى بالفعل حالياً، ويشير «سينجر»، فى مقاله بصحيفة «تليجراف» البريطانية، إلى أن «احتمالات اندلاع حرب عالمية جديدة ليست بالبعيدة، فقد كان البعض يظن أن قوى عالمية مثل روسيا والصين لن تعود مجدداً إلى الساحة العالمية بعد أن تراجعت فى الفترة التى تلت الحرب الباردة، ورغم ذلك لا نزال نرى التوترات تتزايد وسط تعاظم قوى هاتين الدولتين وتصاعد نفوذهما من جديد، وهو ما يجعل الخطر حقيقياً وليس مجرد خيالات».

ويقول «سينجر»: «كما كان الأمر معتاداً فى الماضى، فإن احتمالات اندلاع الحرب العالمية الثالثة بسبب حدث صغير أو حتى بسبب حادثة، لا تزال كبيرة، خصوصاً أن قاذفات القنابل الروسية تحاول استفزاز الغرب وحلف الناتو من خلال التجول قرب حدود الناتو البحرية، وهو ما يعنى احتمالات وقوع تصادم عسكرى فى تلك المنطقة، وربما يكون الاحتكاك فى أجواء سوريا وتركيا، أو ربما احتكاك بحرى بين السفن الأمريكية واليابانية من ناحية والسفن الصينية والروسية من ناحية أخرى»، ويضيف: «صعود القوة الاقتصادية للصين على سبيل المثال يجعلها أكثر قابلية لتكرار سيناريوهات الصدام السابقة، فمنذ عام 1500 وقعت 15 حالة صدام تحولت 11 منها إلى حروب كبيرة».

«سينجر» مؤلف كتاب «أسطول الأشباح» الذى يتناول رواية محتملة لكيفية اندلاع الحرب العالمية الثالثة، يؤكد أن تلك الحرب ستكون استثنائية ومختلفة وتتخطى كل المعارك والحروب التقليدية التى شهدها العالم، فإن الحرب المقبلة ستشهد تجنيد كل القوى المشاركة فيها لمجالات مختلفة فى تلك الحرب، وستندلع وقتها معارك للسيطرة على المجالات الجوية والبحرية بشكل لم نره منذ 70 عاماً تقريباً، وهو ما يبدو جلياً من خلال تتبع مشتريات الدول الغربية من الأسلحة، فعلى سبيل المثال اشترت بريطانيا طائرات مقاتلة جديدة بقيمة 12 مليار جنيه إسترلينى، إضافة إلى شراء حاملة طائرات بقيمة 6 مليارات جنيه إسترلينى.

أستاذ العلوم السياسية الأمريكى يؤكد أنه ربما لا يكون البعض مقتنعاً بأن الحرب العالمية الثالثة قريبة إلى حد كبير، ولكن تصريحات أحد قادة الجيش الصينى، الذى أكد أن «الحرب العالمية هى شكل من أشكال الحروب التى ينبغى على العالم بأكمله أن يواجهها»، تشير إلى أن مثل تلك التصريحات لا بد أن تكون بمثابة إنذار للعديد من المحللين الاستراتيجيين والعسكريين فى أنحاء العالم. وأضاف «سينجر»: «اندلاع الحرب العالمية الثالثة سيكون فشلاً مباشراً للدبلوماسية والعلاقات الدولية، وهو ما يعنى أنه لا بد من اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتجنب هذا النوع من الحروب».

مجلة «إنكويستر» الأمريكية تشير إلى أن قرار تركيا بتطبيق قواعد الاشتباك الجديدة التى أقرتها قبل عدة أشهر واستهداف أى طائرات تقترب من حدودها، من الممكن أن يتسبب فى تسريع عملية انطلاق شرارة حرب إقليمية واسعة، خصوصاً فى ظل تعمد الطائرات الروسية انتهاك المجال الجوى التركى أكثر من مرة منذ بدء الغارات الروسية على مواقع تنظيم «داعش» الإرهابى فى سوريا. وأضافت المجلة: «تطبيق قواعد الاشتباك التركية لا يعنى إلا أمراً واحداً فقط، هو أن احتمالات اندلاع تلك الحرب تتزايد يوماً تلو الآخر، خصوصاً أن تعقد المجال الجوى فى المنطقة بأكملها يجعل الجهود الدبلوماسية لمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة فاشلة قبل أن تبدأ حتى»، وأضافت المجلة الأمريكية: «بعض المحللين يتحدثون الآن عن احتمالات أن تتسبب تركيا فى توريط نفسها فى حرب جديدة فى مواجهة روسيا، ولأنها الجيش الثانى من حيث الحجم فى إطار قوات حلف الناتو، فإن تلك الحرب ستجر تباعاً دول حلف الناتو إليها».

على الرغم من أن التوترات العسكرية فى الشرق الأوسط هى العامل الرئيسى والمحرك لكل الأزمات الأخيرة فى العالم، فإن بعض المحللين يؤكدون أن تزايد أزمة اللاجئين والتوترات فى أوروبا، ينذران باندلاع كارثة عنيفة تهدد العالم بأكمله، حيث تشير صحيفة «إكسبرس» البريطانية إلى أن «التوترات المستمرة فى دول شرق ووسط أوروبا بسبب أزمة اللاجئين والأزمة الأوكرانية، قد تتسبب فى إطلاق شرارة الحرب العالمية الجديدة»، وبحسب بعض المحللين، فإن «المجر وصربيا على سبيل المثال فى حالة توتر مستمر بسبب الإجراءات الأخيرة التى اتخذتها السلطات المجرية لمنع وصول اللاجئين إلى أراضيها، ولأن التردد هو المسيطر الأكبر على الدبلوماسية العالمية حالياً، فإن الأجواء تشبه ما كان يحدث عشية الحرب العالمية الأولى تماماً، حالة من التردد الكامل، إغلاق بعض القنوات الدبلوماسية، انعدام التضامن بين دول القارة الواحدة، والضغط لاتخاذ خطوات جريئة غير محسوبة، إضافة إلى التهديدات التى تصدر عن دول تجاه دول أخرى».

جيرالد كيلينتى، المحلل الاستراتيجى الأمريكى، قال إنه مع الوضع فى الاعتبار حالة الفوضى فى الشرق الأوسط والتدخل الروسى الأخير والتضارب الأمريكى فى التعامل مع الأزمة، إضافة إلى دخول الصين ودول أخرى على خط الأزمة، فإن «العالم يسير على بساط يتوجه به تماماً نحو الحرب، والتاريخ يعيد نفسه بكل بساطة، فالأحداث التى تقع حالياً هى تكرار لنفس الأحداث التى وقعت فى ثلاثينات القرن المنصرم، خصوصاً فى عام 1929 حين وقعت الأزمة الاقتصادية الكبرى وحروب العملات والحروب التجارية»، مضيفاً: «قادة العالم يقودوننا الآن إلى الحرب العالمية العظمى المقبلة، وكل ما يحتاجه الأمر هو اندلاع هجوم إرهابى كبير فى إحدى الدول الأوروبية».

الاقتصادى الأمريكى الشهير والمسئول السابق بإدارة الرئيس الأمريكى رونالد ريجان، قال إن «مناخ التوتر الحالى ينبئ باقتراب الحرب العالمية المقبلة، وستكون نتائج وتداعيات تلك الحرب كارثية، وربما تكون نهاية العالم الذى نعرفه بشكله الحالى، وهذه المرة على الجميع أن يخشى ما يجرى فعلاً».

صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية سلطت الضوء على اقتراب غواصات وسفن حربية روسية من بعض كابلات الإنترنت والاتصالات البحرية التابعة للولايات المتحدة، وهو ما أثار قلق «واشنطن» من احتمالات لجوء روسيا إلى قطع تلك الكابلات وعزلها عن العالم، وأشارت إلى أن أزمة الكابلات البحرية هى أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة الأزمات فى العالم التى تهدد باندلاع حرب شاملة، حيث إن الولايات المتحدة لن تتهاون فى مسألة كابلات الاتصالات، لافتة إلى أنه على الرغم من عدم وجود أى إشارة بشأن نية «موسكو» قطع تلك الكابلات، فإن وجود الغواصات الروسية فى تلك المنطقة تحديداً هو امتداد لسلسلة الأحداث التى تندرج تحت إطار حالة الحرب التى يشهدها العالم.

آرتوم لوكين، أستاذ دراسات الشرق الأقصى بالجامعة الفيدرالية فى روسيا، قال إنه على الرغم من كل التوترات التى تجرى فى العالم فى الفترة الحالية، فإن الصين على الأرجح لن تكون طرفاً فى نزاع يؤدى إلى اندلاع حرب عالمية جديدة، وستظل فى مشهد المتفرج على الأقل لسنوات قليلة مقبلة، حيث إن القيادة السياسية لـ«بكين» تسعى إلى انتهاج سياسات حذرة لا تدفعها إلى شفير الحرب مباشرة، وقال «لوكين»: «الحرب لن تنطلق من منطقة آسيا على الأرجح، حيث إن الصين لا ترغب فى إشعال النزاعات الحالية بينها وبين اليابان، ولن تتحرك الصين على الأرجح لإطلاق شرارة تلك الحرب إلا بعد أن تكون على استعداد تام لتحمل تبعات تلك التحركات».

مجلة «لو نوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية أبدت تخوفها من شبح حرب عالمية ثالثة، وتذكر المجلة بالسبب الذى أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى، وهو أزمة دبلوماسية بين النمسا وصربيا على خلفية مقتل ولى العهد النمساوى على أيدى طالب صربى فى «سراييفو»، وقالت المجلة إن ذلك الحدث كان بعيداً عن العواصم الغربية، ولا أحد كان يتصور أن يقود الاغتيال إلى تلك المجزرة التى راح ضحيتها ملايين الأشخاص، لكنها لعبة التحالفات وغياب المسئولية، ونقلت المجلة عن الخبير السياسى فرانسوا هيسبورج، قوله إن «الحرب ليست عالمية بل معولمة»، مؤكداً أنه يؤيد استراتيجية باراك أوباما التى تحث على الحذر والتريث قبل القفز إلى الحريق، ويتساءل: «كيف سيخرج بوتين الآن من الفخ السورى؟».

طائرات عسكرية تستعد لضرب أهدافها فى سوريا

هيسبورج

سينجر

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى