الأخبار

أوباما يدعم سو تشي

67أبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما في ختام زيارته إلى ميانمار أمس دعما قويا لزعيمة المعارضة في هذا البلد الذي يشهد عملية انتقال متعثرة نحو الديمقراطية، وحث على إنهاء التمييز ضد مسلمي الروهينغيا.

وللدلالة على المكانة الخاصة التي تحظى بها سو تشي، في بلادها وخارجها، خصص أوباما هذه الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام وقتا أكبر بكثير من حصة الرئيس ثين سين.

وكما حصل قبل عامين، قرر أوباما الحائز هو الآخر على جائزة نوبل للسلام وسو تشي اللقاء في منزلها في رانغون حيث وضعت قيد الإقامة الجبرية طيلة سنوات قبل أن يحل النظام العسكري نفسه في 2011. وبعد اللقاء، اعتبرت سو تشي أن دستور بلادها هو العقبة الأساسية أمام تنظيم انتخابات تشريعية عادلة في غضون عام، وقالت: إن الدستور «غير عادل وغير ديمقراطي». وتحول إحدى مواد الدستور الذي يعود إلى حقبة الحكم العسكري دون ترشح سو تشي للانتخابات الرئاسية لأنها تزوجت أجنبيا، مع أن حزبها «الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية» يتمتع بحظوظ جيدة في الفوز. وأضافت سو تشي أن «غالبية الشعب يدركون أن الدستور لا يمكن أن يظل كما هو إذا أردنا تحقيق عملية انتقالية فعلية نحو الديمقراطية». وهذه المسألة مطروحة للتباحث أمام برلمان ميانمار.

وفي تعليقه على هذه المسألة قال أوباما أمام صحافيين «لا أفهم البند الذي يتيح استبعاد شخص من السباق الرئاسي بسبب أبنائه». كما اعتبر أن علمية إرساء الديمقراطية في هذا البلد «غير مكتملة وغير راسخة». ودعا أوباما الذي كان يتحدث إلى جانب سو تشي إلى تنظيم انتخابات «حرة وعادلة» عام 2015. وفي رده على سؤال حول التحديات التي لا تزال تواجه ميانمار، اعتبر أوباما أن من الضروري «تعديل الدستور لضمان الانتقال نحو حكومة مدنية بالكامل».

وتطرق أوباما أيضا إلى وضع أقلية الروهينغيا المسلمين، قائلا: «إنني أعتقد أن التمييز ضد الروهينغيا أو أي أقلية دينية أخرى لا يعبر عن الدولة التي تريد بورما أن تكونها على المدى البعيد» مستخدما الاسم القديم لميانمار. دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الجمعة ميانمار إلى إنهاء التمييز ضد الروهينغيا وحث الحكومة في أشد عباراته عن الاضطهاد الذي تتعرض له الأقلية المسلمة على إعطائهم حقوقا متساوية. ومعظم الروهينغيا الذين يقدر عددهم بنحو 1.1 مليون شخص لا يحملون جنسية ويعيشون في ظل ظروف أشبه بالتمييز العنصري في ولاية راخين الغربية بدولة ميانمار التي تسكنها أغلبية بوذية. ويقيم نحو 140 ألفا في مخيمات بعد أن شردتهم اشتباكات دامية مع البوذيين في راخين عام 2012. وقال أوباما إن الحكومة الشرعية لا بد أن تستند إلى «إدراك بأن كل الناس متساوون أمام القانون».

وتعتبر الأمم المتحدة أن أقلية الروهينغيا تعد من الأكثر اضطهادا في العالم، بينما تلتزم سو تشي الصمت حول الملف. واعتبر إيرنست باور من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن البيت الأبيض يسعى نحو توازن دقيق. وقال باور «من غير المقبول أن تتوقف الإصلاحات الديمقراطية في منتصف الطريق، لكن لا بد في الوقت نفسه أن نكون واقعيين حول حجم التغييرات التي يمكن أن تستوعبها ميانمار في وقت معين». وفي مقال بعنوان «ميانمار بحاجة إلى وقت» نشر في صحيفة «نيويورك تايمز»، دعا يو سو ثاين مستشار الرئيس ثين سين الأسرة الدولية إلى الصبر والانتباه إلى التغيير الذي تشهده البلاد. وكتب في المقال: «نعيش في ظل الماضي ونعاني من قدرات مؤسساتية محدودة للغاية ومن عقليات راسخة في العزلة والتسلط. وهذه الأمور لا يمكن أن تتغير بين يوم وآخر».

ولقيت زيارة أوباما ترحيب بعض المواطنين في رانغون، إذ رغم الإجراءات الأمنية المشددة وإقامة حواجز في بعض الطرق الرئيسية المؤدية إلى مقر إقامة سو تشي، تجمع كثيرون لإلقاء نظرة على موكب أوباما عن قرب. ورفع بعضهم علم الولايات المتحدة الأميركية تعبيرا عن التأييد للعلاقة بين البلدين. وقالت سان دار وهي من سكان رانغون المحليين «لدي أمل في أشياء كثيرة من أوباما ويحدوني الأمل في أن يتمكن من إحداث تغييرات متنوعة لبلدنا. الناس هنا أيضا في غاية السعادة لأن هذا الزعيم العالمي زار بلادنا».

يذكر أن أوباما قام بزيارته هذه إلى ميانمار للمشاركة في أعمال منتدى دول جنوب شرقي آسيا (آسيان). وتضمن جدول أعمال يومه الأخير من الزيارة تخصيص وقت لزيارة جامعة في رانغون والتحدث إلى طلابها. وارتدى بعض الطلاب قمصانا كتب عليها «الإصلاحات مجرد نفاق». وبعد زيارته إلى الجامعة غادر أوباما ميانمار متوجها إلى أستراليا لحضور قمة العشرين في بريزبين التي ستكون المحطة الأخيرة من جولته التي بدأت الاثنين في بكين.

 

 

الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى