اخبار عالمية

رويترز: سفن روسية تنقل وقودا لأخرى كورية شمالية

 

 

قال مصدران أمنيان كبيران من أوروبا الغربية إن ناقلات روسية زودت كوريا الشمالية بالوقود في 3 مناسبات على الأقل خلال الشهور الأخيرة، وذلك بنقل شحنات في عرض البحر، وهو ما يمثل شريان حياة اقتصاديا للبلد الشيوعي المنعزل. وأضاف المصدران إن إقدام روسيا على بيع النفط أو منتجات نفطية ينتهك عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على بيونجيانج. وروسيا ثان أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وتملك حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن. ونقل الشحنات في أكتوبر ونوفمبر 2017، يشير إلى أن التهريب من روسيا إلى كوريا الشمالية تطور إلى نقل شحنات في عرض البحر، وذلك منذ ذكرت “رويترز”، في سبتمبر الماضي، أن سفنا من كوريا الشمالية تبحر مباشرة من روسيا إلى بلادها. وقال المصدر الأمني الأول: “نقلت سفن روسية مواد بتروكيماوية إلى سفن من كوريا الشمالية في عدة مناسبات خلال العام وذلك في انتهاك للعقوبات”. وأكد مصدر آخر، بشكل مستقل، وجود تجارة بين السفن الروسية والكورية الشمالية، أنه لا يوجد دليل على انخراط الحكومة الروسية في العمليات الأخيرة. وذكر المصدر الأمني الأوروبي الثاني: “لا يوجد دليل على أن ذلك تدعمه الدولة الروسية، لكن هذه السفن الروسية تقدم شريان حياة للكوريين الشماليين”. واستشهد المصدران الأمنيان بمخابرات بحرية، وبصور التقطت بالأقمار الصناعية لسفن تخرج من موانئ منطقة الشرق الأقصى الروسية على المحيط الهادي، لكنهما رفضا الكشف عن مزيد من التفاصيل، وقالا إن التفاصيل سرية. ورفضت وزارة الخارجية الروسية ودائرة الجمارك الروسية التعليق ردا على سؤال يوم الأربعاء بشأن ما إذا كانت السفن الروسية تزود سفن كوريا الشمالية بالوقود. ونفى مالك إحدى السفن المتهمة بالتهريب إلى كوريا الشمالية القيام بمثل هذا النشاط. ودعت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان روسيا والدول الأعضاء الآخرين في الأمم المتحدة إلى تطبيق العقوبات بصرامة على كوريا الشمالية والعمل ”سويا عن كثب أكثر لوقف الأنشطة التي تحظرها الأمم المتحدة بما في ذلك نقل المواد البترولية المكررة من سفينة لأخرى ونقل الفحم من كوريا الشمالية“. وجاء التقرير في وقت نفت فيه الصين أنها شحنت منتجات نفطية لكوريا الشمالية ردا على انتقادات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتعتمد كوريا الشمالية على الوقود المستورد للحفاظ على استمرار عجلة اقتصادها المتعثر. وتحتاج أيضا النفط لبرنامجها الصاروخي والنووي الذي تقول الولايات المتحدة إنه يهدد السلام في آسيا. وقال المصدر الأمني الأول ”السفن تهرب الوقود الروسي من موانئ الشرق الأقصى الروسي إلى كوريا الشمالية“. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من أن السفن نقلت الوقود إلى سفن كوريا الشمالية أو ما إذا كانت الدولة الروسية على علم بذلك أو التحقق من عدد السفن الروسية المشاركة في الأمر. ولم يتضح أيضا مقدار الوقود الذي تم تهريبه. وتظهر بيانات تحديد المواقع بالأقمار الصناعية، المتاحة على خدمة “أيكون رويترز”، تحركات غير معتادة لبعض السفن الروسية التي ذكرها المصدران الأمنيان، بما في ذلك إغلاق الأجهزة التي تحدد الموقع الدقيق. وقال المصدران إن ناقلة النفط “فيتياز” التي ترفع علم روسيا نقلت وقودا لسفن كورية شمالية. وتشير وثائق مراقبة الموانئ الروسية إلى أن “فيتياز” غادرت ميناء سلافيانكا بالقرب من فلاديفوستوك في روسيا يوم 15 أكتوبر الماضي، حاملة 1600 طن من النفط. وأظهرت الوثائق التي قدمها وكيل السفينة إلى هيئة مراقبة الموانئ الحكومية الروسية أن وجهتها أسطول صيد في بحر اليابان. وأظهرت بيانات الشحن أن السفينة أوقفت جهازا يحدد الموقع الدقيق لبضعة أيام أثناء إبحارها في المياه الدولية. وقال المصدران الأوروبيان إن فيتياز نقلت وقودا للسفينة سام ما 2 التي ترفع علم كوريا الشمالية في المياه الدولية خلال أكتوبر الماضي. ولم يتسنَ التحقق بشكل مستقل من ذلك، لأن بيانات تتبع السفن أظهرت أن سام ما 2، أغلقت جهاز تحديد الموقع الدقيق منذ بداية أغسطس الماضي. ونفى مالك السفينة الروسية إجراء أي اتصال مع سفن كورية شمالية، لكنه قال أيضا إنه ليس على علم بأن السفينة كانت تزود زوارق صيد بالوقود. وقال ياروسلاف جوك، نائب مدير شركة أليسا مالكة الناقلة ومقرها فلاديفوستوك، إن السفينة لم تقم بأي اتصالات مع سفن كوريا شمالية، مضيفا: “بالتأكيد لا، هذا أمر خطير للغاية، سيكون ضرب من الجنون”. وعند الاتصال به للمرة الثانية ذكر جوك أن السفينة لم تجر أي اتصالات بسفن كورية شمالية، وأنه لن يجيب على مزيد من الأسئلة. وامتنع مسؤول من شركة “إيست كوست المحدودة”، وكيل السفينة، عن التعليق. وأجرت ناقلتان تحملان العلم الروسي رحلات مماثلة بين منتصف أكتوبر ونوفمبر 2017، وغادرتا من مينائي سلافيانكا وناخودكا إلى البحار المفتوحة، حيث أغلقتا أيضا أجهزة تحديد الموقع الدقيق، بحسب بيانات الشحن. وفي سبتمبر الماضي، ذكرت رويترز أن ما لا يقل عن 8 سفن كورية شمالية غادرت روسيا محملة بالوقود هذا العام، وعادت إلى بلادها رغم إعلان مقاصد أخرى، وهي حيلة يقول مسؤولون أمريكيون إنها تستخدم عادة للالتفاف على العقوبات. وقال مصدر روسي في صناعة الشحن على دراية بالممارسات البحرية في الشرق الأقصى، إن سفن كوريا الشمالية توقفت عن تحميل الوقود في موانئ الشرق الأقصى بروسيا، لكن الوقود يتم توصيله في عرض البحر بناقلات تستخدم عمليات النقل من سفينة لأخرى أو حتى تستخدم سفن الصيد. ونفت الصين، أمس الجمعة، تقارير عن بيعها منتجات نفطية بشكل غير مشروع إلى كوريا الشمالية في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة، بعدما قال ترامب إنه مستاء من سماح الصين بوصول شحنات نفط إلى الدولة المنعزلة. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي إن الصين عرقلت، ‭‬الخميس الماضي، مساعي أمريكية في الأمم المتحدة لإدراج 6 سفن أجنبية في قائمة سوداء، تعتقد واشنطن أنها ضالعة في تجارة غير مشروعة مع كوريا الشمالية.

 

 

التحرير

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى