الأخبار

أسرة الراهب “فلتاؤوس” تروى قصة محاولته الانتحار

حضر اثنان من الرهبان، أمس الاثنين، إلى مستشفى الأنجلو أمريكان، برفقة “أخيهم” – حسب التوصيف الكنسي- في دير الأنبا مقار، الراهب فلتاؤوس المقاري. كان مصاباً بكسور وجروح وقطع في شريان يده، بعد الزعم بمحاولته الانتحار داخل الدير، الذي شهد واقعة قتل غامضة لرئيسه، الأسبوع الماضي، لم تعلق الكنيسة على هذا الزعم حتى اللحظة، إلا أنه مع وصول أسرة الراهب إلى المستشفى واختفاء الراهبين، بدأت تظهر رواية أخرى.

ريمون رسمي منصور، الاسم العلماني للراهب، الذي قالت عنه شقيقته الوحيدة، مارينا رسمي، لـ”مصراوي” إنه “شخصية تخاف، لا يملك جرأة فعل ذلك في نفسه، فهو لا يحب العنف في أي شئ، ودائما يبدي المحبة في أحاديثه”.

كان آخر اتصال بين مارينا وشقيقها مساء الليلة السابقة للواقعة، والتي تقول إنها “لم تلحظ عليه خلالها أي شئ غريب”، سألها عن أحوالها وأحوال زوجها وأبناؤهما، وكعادته منذ حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس، رئيس الدير، طلب منها أن تصلي لهم ليرفع الله هذه الغمه عن الدير، حسب قولها.

وبينما تتحدث شقيقته، أُخرج “فلتاؤوس” محمولاً على نقالة، يدفعها ممرضان بسرعة قصوى إلى داخل غرفة الأشعة، وخلفهما عدد من رجال الأمن، الذين منعوا الاقتراب منه، حتى أقاربه المنتظرين رؤيته منذ وقت دخوله المستشفى.

بعدها بدقائق عاد الراهب بنفس السرعة إلى غرفة الرعاية المركزة، التي يتواجد فيها منذ أمس تحت حراسة مشددة، لا يسمح بدخولها إلا للنيابة، التي لم تتمكن من استجوابه حتى الآن لعدم تماثله التام للإفاقة.

ومع طول انتظارها في حديقة المستشفى لمعرفة أي معلومات عن حالة شقيقها في ظل “كلام الأطباء المحدود” – حسب وصفها – وعدم صدور تقرير طبي، ليحسم أيضا بإن كان مصاباً بحروق أم لا، تعود “مارينا” سنوات للوراء، لتوضح أن “ريمون” كان يتمنى الرهبنة منذ صغره، حتى أنه في مرحلته الثانوية كان دائما يحمل معه كتاب “بستان الرهبان”، وبعد انتهاءه من دراسته التجارة بالجامعة، رفض كل محاولتها هى وأبيها لإقناعه بالارتباط، حتى نفذ ما اراده وترهبن على يد البابا شنودة في دير الأنبا مقار في ١٣ يناير عام ٢٠٠٩.

هذا التاريخ يشير أيضا إلى رهبنة اشعياء المقاري، الذي تم تجريده من رهبنته، مؤخرا، بسبب سلوكياته داخل الدير، وهو السبب الذي جعل “فلتاؤوس” فيما بعد يوقع على طلب مع عدد من الرهبان، ليطلب من الأنبا إيبفانيوس، العفو عن صديقه، عندما قرر الأخير نقله من الدير في فبراير الماضي.

ومنذ أن تحول “ريمون” إلى “الراهب فلتاؤوس”، الذي يبلغ من العمر الآن ٣٣ عاما، لم يفضل الخروج من الدير إلا للعلاج بسبب مرضه بالسكر أو وقت وفاة والده منذ عامين، عدا ذلك فأعتادت شقيقته وزوجها وابناها الذهاب إليه في الدير، تحديدا بعد الأعياد -حسبما روت مارينا.

“لم يشتك من أي راهب، كان مرحا، ولَم يكن على خلاف مع أحد داخل الدير”.. تقول مارينا، موضحة أن وقت رسامة الأنبا إيبفانيوس، رئيسا للدير، قال عنه إنه “عالم جليل ذو خبرة”، ذلك رغم أن “فلتاؤوس” كان ضمن الرهبان الذين جاءوا إلى الدير عقب وفاة الأب الروحي له، وهو القمص متى المسكين، والذي يتبع تعاليمه أغلب الرهبان القدامى، ومنهم “إيبفانيوس”، عكس الجدد.

عرفت أسرة الراهب أنه أُعطي مخدر حتى يتحمل آلامه لينقل من وادي النطرون إلى تلك المستشفى بحي الزمالك، لكن قبلها كان فائقا، ربما حكى ما حدث للراهبين اللذين كانا معه، ربما سأله الطبيب المعالج، يؤكد ذلك – إن حدث – صحة الزعم بمحاولة الانتحار أو ينفيه، ويكشف شيئا جديدا حول مقتل “إيبفانيوس”.

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى