الأخبار

ارحمووونا!

55

 

 

آلمنى هذا الفيديو الذى أذاعه برنامج «ممكن» على قناة سى بى سى، نقلاً عن موقع جريدة «الوطن»، وفيه سائق تاكسى مسن، كان يسير بسيارته فى شارع عبدالخالق ثروت أمام نقابة الصحفيين، حيث تقف مجموعة من المتظاهرين على سلالم النقابة يحملون لافتات.. أوقف الرجل السيارة وهبط منها وهو يصرخ: حرام عليكم، كفاية مظاهرات، تعبنا، مش قادرين نعيش، عاوزين إيه، مبقناش عارفين نأكل عيالنا، هنموت من الجوع، عاوزين تودونا لفين.

كان الرجل صادقاً فيما يقول، معبراً عن ملايين المصريين الذين ضاقت بهم الحياة، كل شىء أصبح صعباً، منذ اللحظة التى تخرج فيها من بيتك، لتفاجأ بأنك محشور فى طريق ضيق، مزدحم بالسيارات، تتحرك بالكاد، فإما أمامك مظاهرة للإخوان، أو أخرى لمن يطالب بإلغاء قانون التظاهر، أو شارع مغلق لاحتياطات أمنية.

فإذا أردت أن تشترى احتياجات البيت، فسترى الأسعار قد ارتفعت كثيراً، مع أن الدخل قل، هذا إذا كان لك دخل، ولم تصبح عاطلاً بفعل البطالة التى ضربت البلاد والعباد.. تعود إلى بيتك مهزوماً محسوراً، لتهرب من أسئلة الأولاد عن تلك الأشياء التى يحتاجونها، فتهرب منهم إلى التليفزيون، حيث سيرك التوك شو اليومى: شهيدان فى الشرقية، مقتل مجند فى سيناء، الإخوان يحرقون سيارة شرطة فى المريوطية، معركة بين عائلتين فى أسوان يروح ضحيتها ٢٥ إنساناً بسبب مشاجرة تافهة، طلاب الجماعة الإرهابية يقطعون طريق صلاح سالم وأمام جامعة القاهرة و.. «لا تغير القناة، نكمل بعد الفاصل»:

رئيس الوزراء يقرر رفع أسعار الغاز، والدعم حتما سيصل إلى مستحقيه، أما غير المستحقين، فقد أصدر السيد الرئيس المؤقت قراراً بقانون لتحصين تعاقدات الدولة مع المستثمرين، يعنى إيه؟

ببساطة لو هناك وزير فاسد -مثلاً يعنى- باع لمستثمر أرضاً أو مصنعاً، وهناك مواطن اكتشف هذا الفساد لم يعد من حقه أن يرفع دعوى، وكله من أجل الغلابة، عاوزين نشغل العاطلين ونخلق مناخاً جيداً للاستثمار!! مفيش خبر حلو واحد؟!

مفيش مظاهرة مثلاً ضد التظاهر، ولا شباب يقولوا من أجل الغلابة هنأجل مطالبتنا بتعديل قانون التظاهر؟!

مفيش مظاهرة كى نخرج وننظف الشوارع، أو ننظم المرور، أو ندعو لمضاعفة أوقات العمل لإنجاز مصالح الناس العطلانة؟!

مفيش مظاهرة ضد الفساد والرشوة والإهمال والجلوس على المقاهى نهار وليل؟!

مفيش مسئول من الحكومة يطلع لنا يقول تخفيض أسعار أو زيادة راتب، أو أى خبر حلو، إن الكهرباء لن تقطع، أو عن مشروعات جديدة تعطى أى أمل فى بكره؟!

مفيش مذيع يقولنا كلمة حلوة، بدل البؤس الذى نراه على وجوههم، وكأن بعضهم من كفار قريش الذين رأيناهم فى الأفلام العربية؟!، بمناسبة الأفلام مفيش غير «حلاوة روح» نتكلم عنه؟!

كل كلامنا وحياتنا بقت عن الشاذ والفاشل والسيئ، عن الدم والسياسة، والأفلام الهابطة!!

حرااام والله، العيشة بقت صعبة قوى، الرحمة يا أهل الرحمة، مش كله كده ضرب، بوسة لله، للناس التعبانة الشقيانة اللى خلاااص طلعت من هدومها، ده إذا كان عندها هدوم من أصله!!

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى