الأخبار

«عمار بن ياسر».. أبواه أول شهداء الإسلام..

 

82

  • «عمار بن ياسر» من السابقين الأولين..
  • سبب قدوم والده إلى مكة
  • قصة إسلامه فى دار الأرقم
  • رجوعه للكفر بعد إسلامه
  • عزله عمر بن الخطاب عن ولاية الكوفة
  • مناصرته للإمام على فى معركة صفين
  • أول من بنى مسجدًا في الإسلام
  • قتلته الفئة الباغية فى معركة صفين

عمار بن ياسر من السابقين الأولين إلى الإسلام وكان -رضي الله عنه- كان طويلاً مضطرباً أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين وكان لا يغير شيبه، هو حليف بني مخزوم، وأمه سمية هي أول من استشهد في سبيل الله وهو وأبوه وأمه من السابقين، وهو ممن عذب في الله، وهاجر إلى المدينة وشهد بدراً وأحداً والخندق وبيعة الرضوان مع رسول الله.

وكان سبب قدوم والده ياسر مكة أنه قدم هو وأخوان له يقال لهما «الحارث ومالك» في طلب أخ لهما رابع فرجع الحارث ومالك إلى اليمن، وأقام ياسر بمكة فحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وتزوج أمة له يقال لها«سمية» فولدت له عماراً فأعتقه أبو حذيفة، قال الواقدي وغيره من أهل العلم بالنسب والخبر: إن لهذا السبب صار ابنه عماراً مولى لبني مخزوم.

أسلم عمار على يد رسول الله في دار الأرقم هو وصهيب بن سنان في وقت واحد، قال عمار: لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله فيها فقلت: أردت أن أدخل على محمد وأسمع كلامه، فقال: وأنا أريد ذلك، فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، وكان إسلامهم بعد بضعة وثلاثين رجلا، واختلف في هجرته إلى الحبشة، وعذب في الله عذاباً شديداً.

أخبر أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال:أخذ المشركون عماراً، فلم يتركوه حتى نال من رسول الله وذكر آلهتهم بخير، فلما أتى النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ما وراءك؟ قال: شر يا رسول الله، والله ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير، فقال –صلى الله عليه وسلم-:«فكيف تجد قلبك»؟ قال: مطمئن بالإيمان، قال:«فإن عادوا فعد».

روى أبو بلج عن عمرو بن ميمون قال عذب المشركون عماراً بالنار فكان النبي يمر به فيمر يده على رأسه ويقول: «يا نار كوني برداً وسلاماً»، على عمار كما كنت على إبراهيم، تقتلك الفئة الباغية»، ويحدث أبو إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال استأذن عمار على النبي فقال: “من هذا؟” قال عمار، قال: «مرحباً بالطيب المطيب».

روي أن عمر بن الخطاب عزل عمار بن ياسر عن الكوفة واستعمل أبا موسى، والسبب فى ذلك أن أهل الكوفة شكوه وقالوا له: إنه لا يحتمل ما هو فيه وإنه ليس بأمين، ونزا به أهل الكوفة، فدعاه عمر، فخرج معه وفدٌ يريد أنهم معه، فكانوا أشد عليه ممن تخلف عنه، وقالوا: إنه غير كافٍ وعالم بالسياسة ولا يدري على ما استعملته.

وكان منهم سعد بن مسعود الثقفي، عم المختار، وجرير بن عبد الله، فسعيا به، فعزله عمر، وقال عمر لعمار: أساءك العزل؟ قال: ما سرني حين استعملت ولقد ساءني حين عزلت، فقال له: قد علمت ما أنت بصاحب عمل ولكني تأولت:«وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ» “القصص:5”.

يقول أبو عبد الرحمن السلمي: شهدنا صفين مع علي فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفين غلا رأيت أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يتبعونه كأنه علم لهم قال: وسمعته يومئذ يقول لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص: يا هاشم تفر من الجنة!، الجنة تحت البارقة اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا على حق وأنهم على الباطل، وقال أبو البختري: قال عمار بن ياسر يوم صفين: ائتوني بشربة فأتي بشربة لبن فقال: إن رسول الله قال: «آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن» وشربها ثم قاتل حتى قتل.

فعن عبد الرحمن بن عبد الله عن الحكم بن عتيبة قال: قدم رسول الله المدينة أول ما قدمها ضحى فقال عمار: ما لرسول الله بد أن نجعل له مكانا إذا استظل من قائلته ليستظل فيه ويصلي فيه: فجمع حجارة فبنى مسجد قباء فهو أول مسجد بني وعمار بناه، وعن عمرو بن شرحبيل قال رسول الله :«عمار ملئ إيماناً إلى مشاشه».

روى عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيف وشهد صفين ولم يقاتل وقال: لا أقاتل حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله يقول: «تقتله الفئة الباغية» فلما قتل عمار قال خزيمة: ظهرت لي الضلالة ثم تقدم فقاتل حتى قُتل، ولما قُتل عمار قال: «ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم».

وقد اختلف في قاتله فقيل: قتله «أبو الغادية المزني»، وقيل: «الجهني» طعنه طعنة فقط فلما وقع أكب عليه آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان كل منهما يقول: «أنا قتلته»، فقال عمرو بن العاص: والله إن يختصمان إلا في النار والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة، وقيل: حمل عليه عقبة بن عامر الجهني وعمرو بن حارث الخولاني وشريك بن سلمة المرادي فقتلوه.

وكان قتله في ربيع الأول، أو الآخر من سنة 37هـ ودفنه علي في ثيابه ولم يغسله، وكان عمره يومئذ 94 سنة، وقيل: 93 ، وقيل: 91.

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى