اخبار عالمية

تهديد بالقتل لأول نائبة مسلمة في الكونجرس بسبب ترامب

 

أثارت تغريدة نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حسابه على موقع تويتر عن النائبة الديمقراطية المسلمة إلهان عمر جدلا واسعا في أمريكا، وقالت النائبة إنها تلقت تهديدات متزايدة بالقتل على أثرها، واتهمت ترامب بتحريض الجناح اليميني المتطرف على العنف. إلهان عمر البالغة من العمر 37 عاما هي أمريكية من أصل صومالي، كانت قد وصلت للكونجرس في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر الفائت، عن ولاية مينيسوتا، وأصبحت بذلك واحدة من أوائل المسلمات اللاتي يصلن إلى إحدى غرفتي الكونجرس، وأول من ترتدي الحجاب تحت سقف مجلس النواب الأمريكي.

في وقت سابق من الشهر الماضي كانت عمر قد تحدثت في ولاية كاليفورنيا، أمام مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية عن تبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر على المسلمين في أمريكا، الذين عانوا منذ ذلك الوقت من النظر إليهم كمواطنين من الدرجة الثانية.

وأضافت عمر في سياق حديثها عن الهدف من تأسيس المجلس: “لقد تم تأسيس المجلس بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لأنهم أدركوا أن بعض الناس فعلوا شيئا ما، ثم بدأنا جميعا نفقد حريتنا وحقوقنا المدنية”.

الجمعة الماضية، نشر ترامب مقطع فيديو من أحداث الحادي عشر من سبتمبر مرفقا به كلام النائبة المسلمة في ذلك الاجتماع، وعلّق عليه قائلا: “لن ننسى أبدا”.

وأحدثت تغريدة الرئيس الأمريكي دويّا واسعا والتقطتها وسائل الإعلام اليمينية المؤيدة لترامب، وكثفت من هجومها على النائبة الديمقراطية، حيث اتهمها البعض بمعاداة السامية، كما شكك البعض الآخر في ولائها للولايات المتحدة، إضافة إلى اتهامات لها بتأييد الإرهاب، حيث قال عضو الكونجرس عن الحزب الجمهوري دان جرينشاو إن عمر تتجاهل خطورة أحداث الحادي عشر من سبتمبر ولا تعتبرها عملاً إرهابيا.

وردا على تلك الاتهامات قالت عمر إنه لا يستطيع أحد التشكيك في حبها الراسخ لأمريكا، وقالت في لقاء لها على شبكة سي إن إن: “بعض الناس يعتقدون أن كوني مسلمة، ومهاجرة، ولاجئة، فهذا يعني أنني لا أملك أي ولاء لأمريكا، لقد أقسمت على الدستور، أنا أمريكية بنفس قدر جميع الأمريكيين”.
وكتبت عمر كذلك في تغريدة لها على موقع تويتر: “لم أترشح للكونجرس كي أبقى صامتة”.

وشكرت عمر داعميها الذين يقفون ضد ما قالت إنها “إدارة تسعى لمنع المسلمين من العيش في هذا البلد”.

إلهان عمر.. أول محجبة في الكونجرس الأمريكي

وأردفت: “لا يستطيع أحد بغض النظر عن فساده، أو عدم كفاءته، أو شره، أن يهدد حبي غير المشروط لهذه البلاد”، وواصلت: “سأقف غير مبالية، وأواصل الكفاح من أجل فرص متكافئة للجميع في سعينا لتحقيق السعادة لجميع الأمريكيين”.

تطور الأمر بعد ذلك إلى ما قالت عمر إنه تهديدات بالقتل جاءتها عقب تغريدة ترامب والتحريض الإعلامي الجمهوري واليميني ضدها.

ونشرت عمر بيانا يوم أمس الأحد، قالت فيه: “منذ تغريدة الرئيس مساء الجمعة الماضية، تلقيت تهديدات مباشرة بالقتل، كثير منها يشير إلى الفيديو الذي نشره الرئيس”.

وأضافت أن “الشرطة ومكتب التحقيقات الفيدرالية والكونجرس على علم بتلك التهديدات وشكرتهم على مساعدتهم، لا يوجد مكان في مجتمعنا للتحريض على الكراهية، هذا أقل من أن يرقى لمستوى رأس الدولة”.

هذا وقد نفت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض سارة ساندرز نية الرئيس التحريض على العنف ضد عمر، وقالت إنه فقط أراد لفت نظرها إلى ما قد يفهم من مضمون كلامها، وأضافت كذلك أن كلام عمر كان مشينا ولا يليق بعضو في الكونجرس.

في المقابل دافع نواب عن الحزب الديمقراطي في غرفتي الكونجرس، عن زميلتهم في الحزب، حيث قالت المرشحة المحتملة لانتخابات الرئاسة القادمة عن الحزب الديمقراطي إليزابيث وارن: “الرئيس يحرض على العنف ضد عضو في الكونجرس، وضد مجموعة كاملة من المواطنين الأمريكيين على أساس دينهم، هذا أمر مشين ومخجل، وأي قيادي منتخب يرفض إدانة ذلك الأمر يعتبر مشاركا فيه”.

وقال بيرني ساندرز إن كلام ترامب خطير ومشين، مضيفا أن عنصرية ترامب وتحريضه على الكراهية لن يجعلا عمر تتراجع، ودعت أليكساندرا أوكاثيا-كورتيز ورشيدة طليب- وهي نائبة أخرى من أصول مسلمة- أعضاء الكونجرس لدعم عمر، وحذرتا من أن حياتها في خطر.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى