الأخبار

أردوغان وجنون العظمة !!

216

 

سلطت الصحافة الفرنسية الضوء على “جنون العظمة” الذي أصاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث خصص أردوغان إحدى غابات أنقرة لبناء “قصره الأبيض” الذي يتفوق على قصر “برمنجهام” في لندن وقصر”الإليزيه” في باريس.
أردوغان الذي لا يزال يبذل قصارى جهده لفرض سيطرته على المنطقة، ويراوده دائمًا حلم إقامة الإمبراطورية العثمانية مجددًا واستعادة أمجادها. ومن أجل الوصول إلى هدفه، أصبح أردوغان مستعدًا للقيام بأي شيء حتى وإن كان ذلك على حساب شعبه !!
يمتد قصر أردوغان على مساحة 200 ألف كيلومتر مربع على مشارف أنقرة على حساب غابة زرعها قديمًا مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية على أنقاض الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى.
ويمثل اسم القصر – الذي قدّرت الصحافة التركية تكلفة بنائه بأكثر من 300 مليون يورو – رمزًا، حيث أن كلمة “آق سراي” تعني “القصر الأبيض”. و”آق” تعني النقي بلا خطيئة، والتي يأتي منها اختصار حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ويعد بناء قصر أردوغان على واحدة من المساحات الخضراء الوحيدة في أنقرة تحدياً لقرارات المحكمة التي طالبت بوقف الأعمال في القصر. وقال أردوغان حينها بغروره المعتاد: “ليهدموه إذا تمكنوا، لن يمكنهم وقف أعمال البناء”.
وأثار قصر أردوغان الأبيض غضب المعارضة التركية بسبب النفقات الباذخة لبنائه. وتهكم أوموت وهران، النائب في حزب الشعب الجمهوري الذي يمثل قوة المعارضة الرئيسية، على هذه النفقات قائلًا: “بهذه الأموال كان بإمكاننا إرسال ثلاثة أقمار صناعية إلى المريخ”.
وأبرز حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أن ميزانية الرئاسة التركية تعادل ثلاثة أضعاف ميزانية العائلة المالكة البريطانية.
ودافع أردوغان عن قصره قائلًا: “لا يجب التوفير عندما يتعلق الأمر بهيبة” أمة، مضيفًا: “هذا ليس قصري، وليس ملكية خاصة، إنه قصر الشعب وملك للشعب. (…) أردنا بناء قصر لتقول الأجيال الصاعدة من هنا تم حكم تركيا الجديدة”.
فهل يظل أردوغان حالمًا بإعادة الإمبراطورية العثمانية على يديه متحدياً الشعب والقضاء التركي؟ هل يفيق من “جنون العظمة” الذي أصابه ليُدرك أن المسميات التي يطلقها على قصره أو حزبه لن تمنحه النقاء والطهارة؟
على أردوغان أن يعرف جيدًا أنه مهما أقام من قصور فخمة، ستظل سياساته عائقًا أمام بزوغ نجمه كقائد وزعيم له ثقله ووزنه في القضايا المثارة والعالقة في المنطقة !!
الفجر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى