أخبار مصر

موكب ملوك مصر.. ‏‎نقل مومياء 22 ملكا وملكة من متحف التحرير إلى «القومي للحضارة »

هشام سمير: حدث تتشارك فيه جميع الجهات.. وستتم إزالة الستار عن مسلة ميدان التحرير والكباش مصطفى إسماعيل: كل ملك يعرض بجانبه صورة شخصية ولوحة تعريفية والتابوت الخاص به وبعض مقتنياته

‏‎لأول مرة يجتمع ملوك وملكات مصر، بعد فراق دام لأكثر من 3000 عام في موكب تاريخي عظيم، ولأول مرة يسيرون في شوارع مصر ‏‎المحروسة والتجول بها بداية من خروجهم من المتحف المصري بالتحرير، لإلقاء تحية الوداع على مسلة الملك رمسيس الثاني وكباش الأقصر، ‏‎الشاهدة على عظمتهم، تحفهم أشجار النخيل والبردى والزيتون والجميز والسند والخروب.. ثم عبور نهر النيل، الذى كان شريان حياتهم ومصدر‏‎قوتهم، وفى موكب أسطورى سيجعلك تشعر كأنك انتقلت بآلة زمن إلى مصر القديمة حيث سيتم نقل 22 ملكًا وملكة بمشاركة عجلات حربية على ‏‎الطراز المصرى القديم، شارك فى صناعتها الآن أكبر الحرفيين والفنانين فى مصر ستجرها الخيول المصرية الأصيلة على تشريفة كاملة من ‏‎فرق الحرس الجمهورى مع إطلاق الأعيرة النارية والعروض العسكرية احتفالا بوصولهم إلى المتحف القومى للحضارة .

المتحف القومي للحضارة المصرية

‏‎يوضح هشام سمير، مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية، قائلا: ‎سوف نفاجئ الجميع والعالم بهذا الحدث الكبير، وإزالة الستار ‎عن مسلة الملك رمسيس الثانى والأربعة كباش التى تم وضعها ‎بميدان التحرير، وافتتاح قاعة العرض المركزى وقاعة المومياوات، ‏‎واستقبالها عند وصولها المتحف القومى للحضارة مع عدد كبير من ‎القيادات دول العالم والسفراء، وذلك خلال الشهر الجاري.
‏‎
وأضاف، سوف نقوم بنقل 22 مومياء ملكية، وتشمل 18 مومياء ‎لملوك، و 4 مومياوات لملكات منها مومياء الملك أمنحتب الثانى – تحتمس الرابع‎- أمنحتب الثالث – مرنبتاح – سيتى الثانى – سبتاح – رمسيس ‎الرابع – رمسيس الخ. ‎أحمس نفرتارى زوجة الملك أحمس، الملكة ونس خنسو زوجة بانجم ‎الثان، الملكة حنوت تاوى والدة بانجم الأول، والملكة ميريت آمون ‎زوجة الملك أمنحتب الأول.
‏‎

قاعة المومياوات

وسوف يبدأ مسار الموكب من ميدان التحرير مرورا بميدان ‎سيمون بوليفار، ثم الاتجاه إلى الكورنيش ومنه إلى مدخل المعادي، ثم الصعود إلى كوبري الفسطاط وصولًا إلى المتحف القومي للحضارة.

وخلال الفترة الماضية قامت الشركة المنفذة باستعراض سيناريو عملية النقل وإخراج الموكب الملكى للمومياوات وجميع العناصر الفنية والديكورات التى سيتم تنفيذها داخل المتحف القومى للحضارة المصرية لاستقبال الموكب، بالإضافة إلى اللوحات والمواد الدعائية التى سيتم استخدامها خلال عملية النقل لتزين الشوارع والميادين الممتدة على طول خط السير، والموسيقى المصاحبة للموكب وغيرها من العناصر الفنية الأخرى.

كما تمت مناقشة تصوير وإخراج نقطة انطلاق الموكب من المتحف المصرى بالتحرير ، حتى نقطة الوصول واستقبال المومياوات بمكان عرضها الدائم ب المتحف القومى للحضارة المصرية. وقد قامت وزارة الآثار بعمل رسومات بها شكل المومياء بداخلها على التوابيت التى تنقل المومياوات وهى مغلفة فى صندوق معد خصيصاً لها. وسنشهد أيضا التطوير الذى حدث بمنطقة عين الصيرة ورفع كفاءة البحيرة وعمل بعض الجزر المحيطة بها داخل البحيرة وبناء عدد من الفنادق والمطاعم والكافيهات على البحيرة، لتصبح منتجعا سياحيا، وتكون نقطة جذب ثقافى للعائلة المصرية والسائح لتقديم تاريخ وحضارة مصر بشكل كبير، ويكون هناك جزء ثقافي للطفل، فمنطقة البحيرة هي الجانب الممتع بالمكان.

أحد المومياوات

ويوضح سمير: سوف يتم استقبالها بإطلاق عدد من الأعيرة النارية عند وصولها للمتحف، فعندما سافرت مومياء رمسيس الثانى إلى فرنسا تم إطلاق 22 طلقة نارية لاستقبالها، كما قامت إدارة الفعاليات والمراسم بالوزارة بإعداد ووضع مقطوعة موسيقية خاصة لهذا الحدث لتكون مصاحبة أثناء خط السير وهى تعمل على الانتهاء منها الآن.

فهذا الحدث تتشارك فيه جميع الجهات المسئولة بالدولة ممثلة فى وزارة الدفاع الحربى والداخلية ووزراتى التعليم والتعليم العالى بالتنسيق مع محافظة القاهرة ووزارة الإسكان، حيث قامت وزارة الدفاع بإعداد العربات الحربية والخيول وتدريب عدد من الفرسان الذين يقومون بقيادة كل عربة، لتحمل ملوك وملكات مصر الـ22.

كما تقوم وزارة الداخلية بتأمين الطريق، واستخدام الدرون في تصوير الحدث وأيضًا استخدام طائرات هليكوبتر، وسوف يتم عمل تشريفة عسكرية بزى فرعونى تليق بملوك مصر القدماء أثناء عملية النقل، كما يتم وضع التوابيت على عربات مخصصة ومصممة لها، فهناك وقت للبداية ووقت للنهاية، وهذه العربات قامت بتجهيزها وإعدادها القوات المسلحة فسوف يستغرق زمن النقل ساعة ونصف الساعة. ومن ضمن مشاركة وزارة التعليم تدريب وإعداد عدد كبير من طلاب المدارس بالاصطفاف ‏‎على جانبي الطريق ورفع العلم المصري وتجهيز ملابس خاصة لهم تعود للعصور القديمة.

أحد المومياوات

فهناك فيلم تم ‎تسجيله وتصويره والانتهاء منه، كما قامت محافظة القاهرة برفع كفاءة مسار الطريق وطلاء العقارات وتطوير كامل لميدان التحرير، ليكون في أبهى صورته استعدادا لهذا الحدث الفريد. ويقول د. مصطفى إسماعيل، رئيس حفظ المومياوات ومدير معمل الترميم بمتحف الحضارة: نعمل منذ نحو ثلاث سنوات فى هذا المشروع المهم، فقد قمنا أولاً بعملية التسجيل والتوثيق لكل مومياء ثم نقلها على وحدة متحركة غير قابلة للاهتزاز، ورصد حالة الضعف والقوة لحالة كل مومياء لتدخل بعدها وحدة النيتروجين لتعقيم المومياء وبدء تخزينها ثم ترميمها بعد ذلك، حيث يتم ضخ النيتروجين فى كبسولة محكمة الغلق، ويتم وضع المومياء داخلها لفصلها عن البيئة الخارجية، بحيث تصبح لها درجة رطوبة وحرارة ومحتوى مائى منفصل تماما عن البيئة الخارجية المحيطة بها، فمنذ شهر يوليو وهى تحت وضع مراقبة دائمة وأجهزة داخلية موضوعه للاطمئنان على حفظها وبعد ذلك يتم وضعها داخل صندوق مجهز يحميها من الصدمات أثناء عملية نقلها لمتحف الحضارة، فعملية الحقن النيتروجينى الثابت للمومياء تستمر من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات تحسبًا لأي ظروف ووضعها داخل صندوق مبطن، كما تمت عملية ترميم لعدد من المومياوات، فهناك مومياء الملك رمسيس السادس كانت من أصعب الحالات التى واجهتنا فى ترميمها، فعندما تم العثور عليها واكتشافها على يد عالم الآثار فى عام 1887 كانت جميع الأجزاء الخاصة بها منفصلة ومتفرقة فكان الفك موجوداً عند موضع القدم وكان ذلك نتيجة هجوم من بعض اللصوص أثناء عمليات نهب المقابر.

ويوضح إسماعيل، بعد وصول موكب المومياوات إلى المتحف سوف نقوم بعملية وحدة تعقيم وحضانة خاصة لتهيئتها فى خلال أسبوعين وتدخل حضانة من الهيدروجين، وهذه الوحدة هى من أندر الوحدات فى الشرق الأوسط لتكون جاهزة للعرض المتحفى ووضعها فى الفاترينات الخاصة بوحدة العرض المتحفي.

وهذا هو التجهيز الكامل من إضاءة وحرارة ورطوبة والاطمئنان على نظام العمل ويتم عرضها بنفس الوضع السابق ومعها جميع الإكسسوارات والتابوت الملكى الخاص بها. ويتم حالياً عملية تعقيم التوابيت الملكية التى تم نقلها من المتحف المصرى بالتحرير إل.ى المتحف القومى للحضارة المصرية، وذلك داخل وحدة تعقيم ” أنوكسيا” مجهزة بأحدث الأجهزة العلمية مثل الموجودة بمتحف اللوفر بباريس، أما عن طريقة عرض المومياوات فى المتحف فستكون مبهرة، فالممرات المؤدية لقاعات المومياوات تم تنفيذها على غرار ممرات المقابر الفرعونية الأثرية، كل ملك سيعرض بجانبه التابوت الخاص به وبعض مقتنياته ولوحة للتعريف به وبإنجازاته وصورة شخصية له بتقنية الذكاء الاصطناعي. 

بوابة الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى