الأخبار

تحرير ميدان رمسيس

 

38

الداخلية تدفع بـ6 تشكيلات أمن مركزى و4 سيارات إطفاء وخبراء مفرقعات لإزالة إشغالات الباعة الجائلين
الحملة بدأت فجرا والأمن يفرض سيطرته على الميدان بعد 10 ساعات.. نقل الباعة إلى موقعهم الجديد بموقف أحمد حلمى
بدير لـ«الشروق»: خدمات ثابتة على مدى اليوم لمنع عودة الباعة.. ومصدر أمنى: القرار تم بالتنسيق بين الداخلية ومحافظة القاهرة وعدد من الباعة
الحديدى: منطقة وسط القاهرة ستشهد سيولة مرورية بعد انتهاء الفوضى برمسيس

بعد سنوات ظل خلالها ميدان رمسيس تحت سطوة الباعة الجائلين ما أصاب أحد شرايين الحياة بوسط العاصمة بالاختناق والزحام والفوضى، تمكنت أجهزة الأمن بالقاهرة أمس من تنفيذ عملية إخلاء ناجحة للميدان من الباعة.
كانت القوات تحركت فجر أمس باتجاه الميدان وتتم إزالة جميع الإشغالات وفرضت سيطرتها على جميع مداخله ومخارجه لمنع عودة الباعة مرة أخرى إليه.
«الشروق» رافقت قوات الأمن نحو 10 ساعات حتى تم نقل الباعة إلى مواقعهم الجديدة فى أحمد حلمى..
فى الرابعة من فجر أمس تحركت 6 تشكيلات أمن مركزى و4 سيارات إطفاء وعدد من فرق خبراء المفرقعات المدعومة بالكلاب البوليسية وعدد من الضباط وأفراد شرطة المرافق باتجاه ميدان رمسيس وبدأت قوات الأمن فى الانتشار بجميع مداخل ومخارج الميدان وقام خبراء الفمرقعات بتمشيط جميع جنبات الميدان بحثا عن اية مواد متفجرة حتى تم التأكد من خلو المنطقة من اية مواد قابلة للاشتعال.
وفى الخامسة صباحا وجهت قوات الأمن تعليمات صارمة لعدد من الباعة الجائلين الذين مكثوا فى الميدان بجوار بضائعهم بضرورة حملها والتوجه إلى موقف أحمد حلمى الذى خصصت فيه محافظة القاهرة أماكن لهم على غرار جراج الترجمان وإلا سيتم إخلاؤهم بالقوة الأمر الذى قوبل بالموافقة من عدد كبير منهم وأسرعوا لحمل بضائعهم بعيدا عن الميدان بينما افترش عدد محدود بضائعهم بالشوارع الجانبية من الميدان لحين مغادرة قوات الأمن.
ومع اقتراب عقارب الساعة من السادسة والنصف بدأت قوات الأمن فى التنفيذ الفعلى لإخلاء الباعة بالقوة إذ انتشرت الشرطة العسكرية وجنود الأمن المركزى و6 لوادر تابعة لمحافظة القاهرة التى قامت بدورها بإزالة جميع أكشاك الباعة المنتشرة بالميدان بينما قام افراد شرطة المرافق بالتحفظ على بضائع عدد من الباعة الجائلين الذين لم يمتثلوا لقرار الإخلاء وتعقبت قوة أمنية الذين افترشوا بضائعهم بالشوارع الجانبية وسط ترحيب من المارة الذين أبدوا سعادتهم لإخلاء الميدان.
وفى الثامنة، تفقد اللواء أسامة بدير مدير أمن القاهرة ميدان رمسيس مترجلا بصحبة عدد من القيادات الأمنية بالمديرية وعلى رأسهم اللواء خالد يحيى، مدير مباحث العاصمة، واللواء حمدى الحديدى، مدير مرور العاصمة واللواء إبراهيم الزيات، مدير إدارة شرطة المرافق، وشدد بدير على ضرورة فرض السيطرة الأمنية بجميع الشوارع الجانبية لمنع عودة الباعة الجائلين مرة أخرى إليه.
وفى التاسعة تفقد وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار، ميدان رمسيس، واطمأن على نجاح تنفيذ عملية الإخلاء، وطالب بفرض السيطرة على جميع مداخل ومخارج الميدان لمنع عودة الباعة.
من جانبه، قال مدير أمن القاهرة اللواء أسامة بدير لـ«الشروق» إن اخلاء الباعة الجائلين بميدان رمسيس يأتى فى اطار الجهود المكثفة لوزارة الداخلية تحت إشراف اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية لإزالة جميع الإشغالات والتعديات والمخالفات لفرض هيبة الدولة وسيادتها وتفعيل التواجد الأمنى لإعادة الوجه الحضارى والانضباط المرورى بكافة الطرق والمحاور والميادين بالعاصمة، مشيرا إلى أن خدمات أمنية ثابتة منتشرة طوال 24 ساعة بجميع أرجاء الميدان لمنع عودة الباعة الجائلين مرة أخرى.
وبحسب مصدر أمنى بمديرية أمن القاهرة لـ«الشروق» فإن قرار نقل الباعة الجائلين من ميدان رمسيس إلى موقف أحمد حلمى سبقه العديد من الاجتماعات لمسئولين بوزارة الداخلية ومحافظة القاهرة اشرف عليها اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، إضافة إلى عدد من الباعة الجائلين للوصول لأفضل الحلول لتنفيذ آلية مناسبة لنقلهم إلى الأماكن الجديدة.
وأشار المصدر إلى أن نقل الباعة الجائلين هدفه تقنين أوضاعهم لضمان حياة كريمة لهم ولأسرهم والبعد عن جميع الملاحقات التى كانوا يتعرضون لها سابقا لمخالفتهم القوانين الخاصة بإشغال الطريق، فضلا عما يسببه تواجدهم بالشوارع من اختناقات مرورية تمتد لغالبية محاور العاصمة، لافتا إلى أن نقل الباعة الجائلين من شأنه إعادة المظهر الحضارى لشوارع العاصمة وتوفير أسواق حضارية لهم.
وتابع المصدر الأمنى أن الباعة الجائلين لم يبدو اية مقاومة لقوات الأمن بل سارعوا إلى نقل متعلقاتهم إلى موقف أحمد حلمى، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بالتعاون مع القوات المسلحة كثفت من إجراءاتها الامنية بمحيط ميدان رمسيس لتأمين مسئولى محافظة القاهرة المعنيين بالتنفيذ.
«الشروق» التقت بعدد من المواطنين وأصحاب المحال برمسيس والذين عبروا عن ارتياحهم لقرار الإخلاء، جلال مصطفى 42 عاما صاحب محل مأكولات قال إن القرار جاء متأخرا فكان يجب على الحكومة اتخاذه بعد ثورة 25 يناير حيث انتشر الباعة على أرصفة الميدان وبنهر الطريق، ما جعله سوقا للبلطجة وفرض الاتاوات وارتكاب الجرائم المنافية للآداب.
وعبر محمد كامل موظف بأحد المصالح الحكومية 35 عاما عن سعادته برحيل الباعة من ميدان رمسيس، مشيرا إلى أنه كان بينهم عدد من بالبلطجية وكانوا يستغلون الفوضى لارتكاب الجرائم.
بينما قالت منال.م 34 عاما موظفة بإحدى الشركات السياحية بالميدان إنها سعيدة بإخلاء ميدان رمسيس من الباعة إذ كانت تعانى من تعرضها للتحرش اللفظى أو الجسدى يوميا اثناء ذهابها إلى عملها أو فى طريق عودتها، مطالبة الأجهزة الأمنية باستنفار جهودها لمنع عوة الباعة مرة أخرى للميدان.
السعادة ذاتها ظهرت على وجوه قائدى السيارات الذين ذاقوا الأمرين، على حد قولهم، خلال السنوات الماضية من جراء افتراش الباعة بنهر الطريق، فقال محمد إبراهيم 45 عاما سائق سيارة تاكسى انه يفضل فى كثير من الأحيان عدم الاتجاه إلى ميدان رمسيس نظرا لحالة التكدس المرورى التى يشهدها خاصة فى ساعات الذروة، قائلا «علشان اطلع من ميدان رمسيس لوسط البلد أو العباسية مش أقل من ساعة».
من جهته، قال اللواء حمدى الحديدى، مدير مرور القاهرة لـ«الشروق»، إن افتراش الباعة الجائلين نهر الطريق بميدان رمسيس كان له أثر سلبى على الحركة المرورية سواء أعلى كوبرى 6 أكتوبر أو الشوارع المؤدية من وإلى الميدان، مشيرا إلى انه بعد إخلاء الباعة الجائلين ستشهد منطقة وسط القاهرة سيولة مرورية.
وفى الواحدة ظهرا انتهت قوات الأمن من إخلاء جميع الباعة من الميدان ورفع جميع الاشغالات وقامت سيارات القمامة التابعة لمحافظة القاهرة بجمع المخلفات التى القاها الباعة الجائلين لإعادة المظهر الحضارى للميدان وسط انتشار أمنى مكثف من جميع قطاعات الأجهزة الأمنية بالمديرية بالتنسيق مع الشرطة العسكرية.

 

 

 

 

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى