الأخبار

ممنوعون من الكلام.. بأمر الأمن

22

“ممنوع من السفر ..ممنوع من الغنا ..ممنوع من الكلام ..ممنوع من الاشتياق ..ممنوع من الاستياء .. ممنوع من الابتسام .. وكل يوم في حبك تزيد الممنوعات .. وكل يوم بحبك أكتر من اللى فات”.. كلمات قالها الراحل أحمد فؤاد نجم تعبيرا عن تضييق الأمن للمعارضين وكان أخرهم الغاء ندوة الروائي علاء الأسواني بالإسكندرية.

علاء الأسواني و “نظرية المؤامرة”

ألغيت ندوة الدكتور علاء الأسواني، والمقرر لها نهاية الأسبوع الجاري في مدينة الإسكندرية، وتتناول “نظرية المؤامرة بين الواقع والأوهام”، وذلك بسبب اعتراض الأمن على موضوع الندوة.

وعلق الأسواني على إلغاء ندوته عبر صحفته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “إن إلغاء الأمن لندوتي في الإسكندرية عن نظرية المؤامرة، يؤكد أن الترويج لنظرية المؤامرة هو المؤامرة الحقيقية على وعي الناس من أجل السيطرة عليه”.

قال الأسواني في أحد ندواته إنه ممنوع من الظهور في الفضائيات المصرية، وبدون ذكر أسماء قال أن إعلامي شهير وإعلامية صديقة فشلوا في توجيه الدعوة له للظهور بسبب الضغوط المفروضة عليهما، وعن استبعاده من لقاء السيسي، قال إنه يتشرف بوجوده على قائمة سوداء يظن صاحبها أنه – أي الأسواني-من المهيجين للرأي العام، وأن عقلية الرئيس تصور له هذا وهو ما يرفضه الأسواني لأن المعارضة لا تعني تهييج الشارع.

عصام حجي والمريخ

قال العالم المصري الدكتور عصام حجي، “لم أكن أعرف أن الحديث عن كوكب المريخ أصبح مدرجًا ضمن المحظورات الأمنية”.

وكتب حجي على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”، “أعزائي الطلبة، حبكم ورغبتكم باللقاء تعدت التوقعات ولم تجد إدارة جامعة الإسكندرية المساحة الكافية لاحتضان حماسكم وحضوركم وقررت إلغاء المحاضرة قبل موعدها بيوم واحد وأنا في طريقي للإسكندرية لدواعٍ أمنية”.

فلتسقط الرقابة

أعلن الكاتب الصحفي جمال الجمل، المعروف بمقالاته الجريئة تجاه السلطة، الشهر الماضي، وقف كتاباته بصحيفة “المصري اليوم”، وذلك بعد القبض على المهندس صلاح دياب، مؤسس الجريدة.

وكتب الجمل بيان صفحته على فيسبوك”: كتبت على سحابة: “فلتسقط الرقابة.. فصادروا السماء – الآن حوصرت تمامًا، وفقدت آخر منبر أؤذن منه للحرية والمستقبل”.

وتابع: “كنت أتمنى أن أدفع بنفسي ثمن مقالات “حواديت العباسيين”، دون إضرار بأحد أو بالصحيفة التي اعتز بها، لذلك توجست من طريقة القبض على مؤسس المصري اليوم المهندس صلاح دياب، وتمنيت ألا يكون للأمر علاقة بمحتوى الصحيفة وحرية كتابها”.

ومن السخرية ما مُنع

بعد تقديم الإعلامي الساخر باسم يوسف لحفل ختام مهرجان قرطاج السينمائي، وعدم إذاعته على شاشات التلفزيون المصري، اعترف الناقد سمير فريد من خلال مقال له في “المصري اليوم”، بأن تعليمات من جهات عليا هي السبب.

وقال المذيع جابر القرموطي بأنه “لا يصح منع باسم يوسف من دخول مصر لانتقاده النظام”، هو تمهيد لعودة يوسف إلى مصر ضمن شروط النظام، أو ضمن مساحةٍ ما يسمح بها النظام.

وكان القرموطي قد تساءل عن عدم السماح لباسم بدخول مصر، معترفاً بأن “باسم ممنوع علشان بينتقد النظام”، وداعياً لقبول منتقدي النظام، طالما ينتقدون من خلال “قماشة” الدولة المصرية.

فودة وأخر كلام

في سبتمبر العام الماضي فأجا الإعلامي يسري فودة متابعين برنامجه “أخر كلام”، بإعلانه إنهاء مسيرة برنامجه والتي استمرت لما يقارب الخمس سنوات، مؤكدًا أنه لطالما أنحاز للحق والعدل، ولم يكن صوت السلطة بل صوتًا للمظلومين في الشارع.

وقال في مقدمته الأخيرة: رمى حجراً و أمعن ثم ولّى، و لم يترك دليلاً أو محلا، و عاذ بما تبقى من حياءِ، و شكّل يومه ثم استقلا.

وتابع فودة :”أموت، أموت، لكن لست أحني على كتف الزمان الرأس ذلا”.

 

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى