الأخبار

حوار وسط جحيم غزة!

 

 

11

عاد أستاذ العلوم السياسية أسامة عنتر قبل عشرة أعوام من ألمانيا إلى قطاع غزة. ومنذ ذلك الحين، عاش هو وأسرته حروبا متتالية. الوضع في غزة يسوء أكثر من ذي قبل، وأطفاله يعيشون الخوف ويسألون إن كان الموت قادم لهم؟

قُتل أفراد من حماس ومن الفصائل المقاتلة معها في قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي والهجوم البري للقوات الإسرائيلية . لكن كثيرين ممن قتلوا، والذين تجاوز عددهم مائتين هم من المدنيين الأبرياء. بعض الأسر قتل كل أفرادها أو اغلبهم. والخوف من القادم يلف الجميع في غزة دون استثناء. منهم أستاذ العلوم السياسية الدكتور أسامة عنتر الذي يخشى على مصير أسرته، والذي تحدث لـ DW.

DW: الدكتور عنتر، كيف يتعامل الناس مع الهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة، كيف يحمون أنفسهم؟

Usama Antar Politikwissenschaftler in Gaza-Stadt

الدكتور أسامة عنتر

الدكتور عنتر: لا توجد حماية هناك. لا احد في مأمن في كل قطاع غزة. لا توجد صفارات إنذار ولا ملاجئ. لا نعرف ما الذي سيقصف ومتى!. تُركنا لقدرنا، هذه هي المشكلة. تعبت أعصابنا، لا نعرف ما الذي سيحدث لنا في الغد، وعند الليل يصبح القصف أصعب وأسوأ.

هل كان بإمكانكم التجول في الشارع؟

يوم الخميس كان هناك وقف لإطلاق النار استمر لخمس ساعات. ذهبنا لسوق الخضروات، وشراء الخبز، اشترينا كل ما احتجنا إليه. لكن التحرك صعب جدا داخل غزة. فكل ما يتحرك في الشارع يقصف من الطائرات الإسرائيلية دون طيار. شعرنا بخوف كبير. إذ لا يثق المرء بالذهاب إلى الشارع، إلا في حالات خاصة جدا، مثل التوجه للمستشفى، وهذا الأمر لا يقل خطورة.

كيف عشتم الهجوم البري الإسرائيلي؟

بدأ الهجوم يوم الخميس على الجزء الشرقي لغزة. أنا اسكن في الجزء الغربي من القطاع. سمعنا أصوات القصف الشديد على شرق المدينة. كان أمرا طبيعيا أن نخاف من أن يشمل الهجوم كل المدينة.

كيف حال أسرتكم؟

عندي أربعة أطفال، أسوأ حالة تمر بها ابنتي ذات الستة أعوام. كانت مثلنا تسمع أصوات القصف المستمر. ولأننا نسكن في طابق علوي، كان يمكننا سماع القصف ورؤية نيران القذائف على بعد 10 كيلومترات. كانت تسأل: ” إن وصلوا إلينا، هل سنموت؟”. كانت أعصابنا قد وصلت إلى نهايتها. فلم نكن نعرف ما الذي سيحدث في اللحظة القادمة.

ما كانت إجابتك على أسئلة أطفالك؟

Gazastreifen / Palästinenser / Schutt / Nahost

القصف يشمل مناطق آهلة بالسكان

كنت أحاول أن اصرف انتباههم. نقول: لم يصب احد بأذى. كل شيء على ما يرام. كل هذه الأصوات هي العاب نارية، احتفالا بالعيد. كنا نحاول الغناء والرقص. أبنتي الكبرى عمرها 16 عاما. الصغرى تصرخ والكبرى تبكي دائما. وباقي الأسرة حالها أيضا مشابه. عاشت ابنتي الكبرى ثلاث حروب وتعيش صدمة وفقدان الشعور بالأمان. الحرب ليست موجهه لحماس، بل إلى كل قطاع غزة. المدنيون هم الضحايا الحقيقيون للحرب. الحديث يدور حول 1800 مصاب، وخمسة وتسعون بالمائة منهم مدنيون.

تريد إسرائيل من خلال الهجوم البري إضعاف حماس، هل تعتقد أنها ستحقق هدفها؟

عسكريا نعم، سياسيا لا. أنا ضد سياسة وإيديولوجية حماس. وتقريبا نصف سكان غزة لهم نفس الرأي. لكن هذه الحرب سترفع من دعم الناس لها. هذه تجربة حربين سابقتين. وبسببها أصبحت صورة الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيئة جدا. فبعد ثمانية أيام من القصف على غزة، تحرك في محاولة منه لوقف إطلاق النار وإنقاذ الأبرياء.

Gazastreifen Nahostkonflikt Bodenoffensive

المدفعية والدبابات الأسرائيلية تقصف قطاع غزةغزة تعاني منذ سنين. حرية الحركة غير ممكنة فيها. إسرائيل تنتهج سياسة الإذلال ضد غزة. والعالم يريد التصديق أن إسرائيل تحمي نفسها من خلال هذه السياسة، لكنها تخوض حروبا وقائية. فإسرائيل تهاجم دائما على أساس أنها تحمي نفسها.

وما الذي تريده حماس؟

طلبت حماس رفع الحصار على غزة. وإسرائيل لم تقبل هذا الطلب. ولهذا لم يتفق على وقف إطلاق النار.

كيف إذن يمكن إنهاء هذه الصراعات؟

نريد حلا عادلا. وهذا يمكن طرحه فقط من جهة ثالثة. الأوروبيون يمكنهم لعب هذا الدور. أما الأمريكان فلا يمكن اعتبارهم وسطاء محايدين. يجب على الأوروبيين أن يتدخلوا بموضوعية وعدالة. فلو كان هناك طرح عادل على الطاولة فأن الفلسطينيين سيقبلونه. لكن على الأوروبيين الضغط على الجانب الإسرائيلي. يوميا تستولي إسرائيل على أراضي في الضفة الغربية لتبني عليها المستوطنات. يوميا تذل السلطة الفلسطينية. يوميا يُطبق الحصار على غزة. على العالم أن يستفيق أخيرا.



 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى