الأخبار

زويل: إذا كانت الانتخابات الرئاسية “مزورة”

 

24

طالب العالم المصري الدكتور أحمد زويل، فى مقال كتبه بصحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية، الولايات المتحدة بعدم قطع المساعدات المقدمة إلي مصر أو خفضها، محذرًا من أن قطع المساعدات عن مصر سيكون له عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن غالبية المصريين يدعمون الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأشار زويل، إلى أن بعض أعضاء “الكونجرس”، انتقدوا الرئيس عبدالفتاح السيسي في الآونة الأخيرة، ودعا بعضهم إلى خفض أو إلغاء المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة إلى مصر، كوسيلة لمعاقبة الحكومة المصرية، موضحًا أن لقائه مع السيسي في القاهرة مؤخرًا، وحديثه مع مجموعة كبيرة من المواطنين، استطاع أن يدرك السبب في أن معظم المصريين يدعمون السيسي الآن.

واعتبر زويل، أن قطع المساعدات الأمريكية لمصر في هذه المرحلة، سيضر العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر، وسيكون له عواقب خطيرة على منطقة الشرق الأوسط.

أمريكا لم تعد المانح الرئيسي لمصر..ومساعدات دول الخليج تفوق المعونة الأمريكية بـ 10 مرات

وتابع زويل، إن التاريخ يبين أنه في عام 1952 في أعقاب ثورة يوليو، وافقت الولايات المتحدة، على تقديم تمويل لبناء السد العالي، للمساعدة في استحداث مصدر للكهرباء اللازمة للتصنيع، وبعد أشهر قليلة، صرح وزير الخارجية جون فوستر دالاس، بأن الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، ليس جديرًا بالثقة، وقام بسحب العرض الأمريكي لتمويل السد، وكانت النتيجة أن البوصلة السياسية في مصر، التي كانت تتأرجح بين الغرب والشرق، اتجهت إلى الاتحاد السوفيتي، لملأ الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة، وكانت النتيجة أنه حتى عام 1973، لم تكن هناك علاقات دبلوماسية بين مصر وأمريكا، قبل أن يغير الرئيس الراحل أنور السادات السياسة الخارجية المصرية، ومنذ ذلك الوقت ولمدة 40 عامًا، أصبحت العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر في غاية الأهمية، واليوم، فإن الولايات المتحدة تحتاج إلى شراكة مصر أكثر من أي وقت مضى، والأمر لا يتوقف على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التي تعد أمرًا حاسمًا بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة محليًا، أو على مستوى الشرق الأوسط، فالولايات المتحدة ستظل في حاجة إلى تعاون مصر في الحرب على الإرهاب.

وقال زويل، كانت نتيجة حادث إرهابي واحد خلال الشهر الماضي في سيناء، قتل أكثر من 30 من أفراد الجيش المصري، وجرح عدد من المدنيين، والشراكة بين الولايات المتحدة ومصر تعد أمرًا حاسمًا للبلدين، وأنه لا يمكن أن تستند على المناورات السياسية والتهديد بحجب المساعدات، وعلاوة على ذلك، يجب أن تعلم الولايات المتحدة أنها لم تعد المانح الرئيسي للمساعدات الخارجية لمصر، فدول الخليج تساهم اليوم بمساعدات تفوق المساعدات الأمريكية بـ10 مرات.

“مرسي” تحول إلى”وكيل”لـ الإخوان ..و”السيسي”لم يرغب في كرسي الرئاسة

وأشار زويل، إلى أنه عندما تم انتخاب محمد مرسي رئيسًا لمصر في 2012، كان الكثيرون وهو نفسه منهم، يأملون في أن يصبح رئيسًا ديمقراطيًا لجميع المصريين، لكنه للأسف سرعان ما أصبح وكيلًا لجماعة الإخوان، وتحت قيادته تم دفع البلاد إلى حافة الحرب الأهلية، وخرج الملايين إلى الشوارع في 30 يونيو 2013، للمطالبة بالتغيير ومزيد من الاستقرار لمصر.

وأضاف زويل، أن المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا، ورئيس الجمهورية السابق، ذكر له أن السيسي، لم يريد في البداية أن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية، لكن تم حثه على ذلك، وتساءل زويل، “إذا كانت الانتخابات الرئاسية الأخيرة مزورة كما زعم بعض السياسيين وبعض الافتتاحيات، لماذا يستمر المصريون في دعم السيسي بعد الانتخابات؟”.

وتابع زويل، أن ذلك ليس بالتأكيد لأنه اتخذ مسارًا سياسيًا إصلاحيًا، بعد فترة وجيزة من انتخابه، بعد أن أعلنت حكومته خفض الدعم على الغاز الطبيعي والطاقة، وانعكس ذلك على الخبز وغيره من السلع، وكانت تلك الخطوة مهمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في مصر، ولكنها كانت تعتبر مستحيلًا من الناحية السياسية لأكثر من نصف قرن، خلال رئاستي السادات، وحسني مبارك، لكن السيسي كان قادرًا على إقناع المصريين، أنه بصدد اتخاذ إجراءات ضرورية، كما دعا المصريين للاستثمار في مشروع قناة تالسويس الجديدة، وخلال 8 أيام فقط، أعلن البنك المركزي عن جمع حوالي 8.5 مليار دولار عن طريق بيع شهادات استثمار خاصة بالمشروع، وكانت البنوك تبقى مفتوحة للعمل حتى وقت متأخر، للتعامل مع العدد الكبير غير المتوقع، الراغب في شراء الشهادات.

خفض الدعم كان “مستحيل” خلال رئاستي “السادات” و”مبارك”.. و”السيسي”نجح في خفضه

وأوضح زويل، أنه صحيح أن محاولة مصر للتحول الديمقراطي عقب ثورة 25 يناير، واجهت العديد من العقبات، وبقيت قضايا معلقة، منها وضع قوانين عادلة تنظم عمل المنظمات غير الحكومية، وفرض سيادة القانون بالنسبة للسجناء السياسيين الذين ينتظرون محاكماتهم، ودمج أعضاء جماعة الإخوان في النسيج السياسي لمصر، وهذه القضايا تجعل الأمور مصيرية، ولكن بالنسبة للولايات المتحدة لمواصلة علاقاتها مع مصر من خلال الحوار المباشر والشراكة، يجب عليها ألا تتردد في استخدام قوتها الناعمة لتوفير إمكانية وصول المنتجات المصرية إلى الأسواق الأمريكية، وبدء اتفاقات تجارية، وتوفير المساعدات لبناء المؤسسات التعليمية، وديمقراطية جديدة في مصر، وقد أثبت ما يسمى “الربيع العربي” أن سقوط مبارك، ومن شابهه من الرؤساء، لا يعني ارتفاع فوري في وتيرة الديمقراطية، وأن ذلك يستغرق وقتًا ورعايةً وتشجيعًا.

واختتم زويل مقاله، بأن مصر تواجه مشكلات ضخمة، فإلى جانب القضايا الداخلية، بما في ذلك الاقتصاد المتعثر وارتفاع معدلات البطالة، فهناك مشكلات أمنية في شرق البلاد مع جماعات متشددة، وفي الغرب مع حدود ليبيا وفي الجنوب نحو اليمن، ولكن على الرغم من هذه القضايا، تمكن السيسي من الحصول على تأييد غالبية المصريين، واتخذ خطوات جادة نحو إصلاح الاقتصاد المتعثر، مما يمنح الأمل للبلاد عن طريق البدء في مشروعات وطنية كبرى، بما في ذلك “مدينة العلوم والتكنولوجيا”، التي شارك بنفسه في الترويج لها لسنوات عديدة، واستشهد زويل، بقول خبير اقتصادي، “إن المشكلات الاقتصادية كانت أهم العقبات في الـ100 يوم الأولى من حكم السيسي، لكنه استطاع مواجهة المشكلات الاقتصادية والدبلوماسية، وكذلك بث الأمل في نفوس المصريين، بعد سنوات من الاضطرابات السياسية.

وعلق زويل قائلًا، “إن الولايات المتحدة بحاجة لتغذية هذا الأمل، وقطع المساعدات عن مصر لن يحقق ذلك”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى