الأخبار

محافظ الدقهلية: لم ننتهى من معرفة أسباب تفجير المنصورة

154

 

 
كانت التشديدات الأمنية مكثفة في المنطقة المحيطة بمبنى ديوان عام محافظ الدقهلية، بعد يومين من وقوع انفجار مديرية الأمن الغريبة من تلك المنطقة، وأسفر عن مقتل 16 شخص وإصابة العشرات، من بينهم مدير الأمن والذي لا تزال حالته حرجة، كنا نود أن نتعرف على  أخر تطورات الوضع الأمني بعد الحادث، لم يكن أمامنا سوى محافظة الدقهلية المهندس عمر الشوادفي ذو الخلفية العسكرية، فهو لواء سابق في القوات المسلحة.

بقينا ساعتين في غرفة مجاورة لغرفة المحافظ، ننتظر انتهاء اللقاء الذي جمعه مع مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي ووفد من القوى السياسية الذين جاءوا للاطمئنان على الأوضاع في تلك المحافظة.

استقبلنا المحافظ بعدها بصدر رحب، وامتد اللقاء لنصف ساعة، نناقش فيه المهندس عمر الشوادفي حول آخر تطورات الأوضاع في محافظته، وأمور كثيرة اتخذتها المحافظة بعد الحادث، كان أهمها أنه شكل بنفسه لجنة سباعية ،لإعداد تقرير عن ملابسات الواقعة.

وأوضح في حواره الخاص معنا، أن المحافظة ستصف تعويضات لكل المتضريين من الحادث من أصحاب المحلات والمنازل التي سرقت وقت الحادث، لكنه في السياق ذاته أكد أنهم لم ينتهوا بعد من معرفة كل تفاصيل أسباب الحادث.

ما هي آخر تطورات الأوضاع في المحافظة بعد تفجير مديرية الأمن؟

بعد الحادث مباشرة جاء وزير الداخلية ومعه جميع التخصصات، وجاءت الأدلة الجنائية وأخذوا عينات من كل لعمل التحليلات والمعامل، من أجل معرفة كافة الأسباب وراء التفجير، وبعد الحادث بيوم، جاءت شركة المقاولون العرب لعمل الترميمات اللازمة لمبنى مديرية الأمن والمباني المجاورة ومسرح المنصورة ” العمال في المقاولون العرب بدأوا يشونوا السقالات بتاعتهم عشان يعملوا إزالة لآثار الحادث”.

هل لديك تقارير عن الحالة الصحية للناجين من هذا الانفجار؟

بعد الانفجار أصبح عدد “الشهداء” 16 والمصابين 102، لكن الحمد خلال الساعات القليلة الماضية، عدد كبير منهم خرج وباقي الناس هيخرجوا خلال يومين أو ثلاثة أيام، حالات المصابين المتبقية في حدود 7 أو 8 حالات فقط، وأعلننا أن المحافظة ستعطي 10آلاف جنيه لأهل الشهيد و4 آلاف للمصابين.

وكيف تنظر إلى الحادث بشكل عام؟

الحادث رغم بشاعته وجسامته إلا إنه له أثر إيجابي غير عادي، فقد فجر بركان الغضب عند الشعب ووحد الناس كلها ضد الإرهاب، لأن الفترة اللي فاتت كانت فترة مستقرة فالناس ابتدت يحصل بينها اختلافات مذهبية وفكرية، لكن بسبب الإنفجار الناس اتوحدت من جديد، ونحن نريد من كل الناس أن يتوحدوا لهدف واحد هو عظمة مصر وإن مصر تعدي المرحلة دي بأسرع ما يمكن.

من فجر مديرية أمن الدقهلية؟

أنا أؤمن بالتخصص وعدم استباق الأحداث، هذا البحث حول من المسؤول والأشخاص الفاعلين للحادث، يدخل ضمن تخصصات أكثر من جهة أمنية، عند انتهائهم من بحثهم هيعلن عن هذا، “أي كشف عن حاجة دلوقتي بيضر بالبحث”.

ليس كل ما يعرف “يعلن” يجب أن ننتظر التحقيقات والأدلة، وكل الناس أبرياء إلى أن يصدر حكم نهائي في حقهم، لو حتى حكم ابتدائي يبقا لسه عند المتهم أمل انه يطلع براءة، ولما يخسر الاستئناف والنقض يبقا حكم نهائي.

لماذا المنصورة بالتحديد التي يحدث فيها أعمال إرهابية؟

كل مصر وارد يكون فيها جماعات متطرفة، وكل مكان ف الدنيا فيه الوحش والكويس، والمنصورة نموذج هيتدرس ف التاريخ، وحصلها كذا ضربة موجعة الفترة اللي فاتت ولم تسقط، احنا عاوزين النتائج النهائية.. هناك حادث حدث، مش عاوزين التوجيه والتحليلات، الهدف الأساسي أن ما حدث هو “لمس أكتاف” ويؤكد أنه فيه إرهاب.

البعض يتهم الأجهزة الأمنية بأنها من دبرت الحادث؟

هناك مقولة شعبية بتقول “إذا كان المتحدث مجنون يبقا اللي بيسمع عاقل”، هل يعقل أن الداخلية تقتل نفسها.

ألا ترى أن هناك تقصير أمني تسبب في وقوع هذا الحادث؟

الولايات المتحدة وألمانيا بيحصل فيها حوادث مشابهة، وهناك سيارات مفخخة مثلنا، وكل الإجراءات متبعة لكن لا يغني حذر من قدر، “البنتاجون” حصل فيه حاجات احنا مش عاوزين نجلد أنفسنا ونزرع الشك تجاه الآخر.

وارد يكون في شئ من التقصير، لكن في هذه المرحلة الهدف مش إثبات التقصير، الهدف أننا نقبض على الجناة والمقصر يحاسب، هدفنا في الحياة مش اثبات اننا شعب مقصر، عاوزين بهدوء نحل الأمور، ودايما نستغني عن الرغبة الملحة في اثبات تقصير الجميع، عاوزين نظرتنا يكون كلها أمل وعمل للمستقبل، والمقصر يحاسب.

ما هو حجم الخسائر المادية التي خلفها ذلك التفجير؟

قمنا بتشكيل لجنة سباعية لحصر الخسائر، لأن اللي وضع العربية المفخخة حطها ف مكان مدروس بحيث الخسائر تمتد لمساحة كبيرة، المكان ما كنش جوا مبنى لكن بين مبنيين، لو كانت جوا مبنى مديرية الأمن، كانت الخسائر هتبقا ف المبنى فقط، والمباني المحيطة هتتضرر حاجة بسيطة، لكن الخسائر امتدت لمساحة كبيرة وعدد كبير من المباني، والسيارات والبيوت وبعض الكافيهات على النيل.

هل هناك حجم تقريبي لتلك الخسائر؟

لا أحب أن أتحدث عن نسب تقريبية، لابد أن ننتهج المنهج العلمي الموثق، والاستعجال مش هيفيدنا في شيئ، يعني لو عرفنا النتيجة بدري من الكنترول هل هتتصلح!، نريد أن نعطى للمتخصيين وقتهم عشان يكتبوا التقرير النهائي الخاص بالخسائر وأسباب الإنفجار، لم ننتهى بعد من حصر تلك الخسائر أو أسباب الإنفجار، حينما تنتهي اللجنة من عملها يمكن حصر الخسائر.

قبل أن نأتي إليك كان هناك محلات بجوار مبنى مديرية الأمن تمت سرقتها بالكامل بعد التفجير مباشرة.. ماذا تفعلون؟

اللجنة السباعية هتقوم بحصر هذه المحلات ، ووزير التضامن الإجتماعي سيأتي هو الأخر وسيتم تعويض كل الناس أصحاب “محال الموبايلات”، طبقا للإمكانات المتاحة للبلد، وميزة الدقهلاوية أنهم إيجابيين وعطائين.

كيف هذا؟

عدد كبير من المستشفيات والوحدات الصحية والمدارس التي بنيت هنا بجهود ذاتية من الأهالي، وأطالب من منظمات المجتمع المدني ان يكون لها دور وتقف بجانب الحكومة، مصر بتمر بفترة صعبة لابد أننا نقف جميعًا، ولا نحمل أنفسنا اكثر مما يطيق، والمحافظة هتشارك ف تعويض الناس طبقًا للإمكانات المتاحة، يعني امبارح الغرفة التجارية اتبرعت بنص مليون جنيه لضحايا الحادث، وفي آخرين عرفت انهم اتبرعوا بمبالغ أخرى.

هناك محال خسرت ملايين الجنيهات من النهب والسرقة.. هل هذا فيه إمكانيات المحافظة؟

مش عاوزين ناخد الأرقام اللي بتتقال كده، كل محل في أرقام ودفاتر العهدة، ولابد أن نأخد هذه الأرقام  ونتأكد من الخسائر بشكل دقيق، وبالنسبة لتعويض المحلات دا سؤال قانوني يجاوب عليه قانونين، والمفروض كل المحلات دي بتبقا عاملة تأمين، أنا عارف أنه بيبقا في تأمين يقولك؛ الكوارث الطبيعية وليست حوادث الشغب، كل الحاجات دي لها حساب ف التعويض، مش عاوزين يبقا الهدف أننا نتهم الآخر بعدم صرف تعويضات.

كل ما يمكن عمله لدعم الناس واجب جماعي للشعب مع الحكومة، الشعب والحكومة إيد واحدة والحكومة خارجة من الشعب.

ماهي الإجراءات التي اتخذتها المحافظة لتجنب مثل هذه الحوادث؟

طبعا هناك دوريات للاطمئنان على قيام الأجهزة بعملها، كل الأجهزة السيادية، فيها إدارات تفتيش مالي وإداري، والشرطة فيها أجهزة رقابية بتكتب تقارير وفي أمن وطني، وفي مباحث وفي منظومة متكاملة في كل الأجهزة، والقوات المسلحة فيها أجهزة، وليس مطلوب اننا اتابع كل الاختصاصات “صاحب بالين كذاب وصاحب تلاتة منافق، أرجو أن نغلق معامل التحليل”.

لكن لا يزال البعض متخوفا من حدوث مثل هذه الأفعال؟

“لا يغني حذر من قدر”.. لو فكرنا بهذه الطريقة محدش هيخرج من بيته، لكن ما فعله شعب الدقهلية والمنصورة، كان رد فعل جميل فجر بركان الغضب، وطمأنوني شخصيا، لا يوجد أحد متخوف، الناس ذهبوا للتبرع بدمائهم فور وقوع الحادث، ونظموا جنازة شعبية لشهدائنا، وخرجوا من بيتوهم لمواجهة الإرهاب ولم يخشوا أحد.

 

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى