الأخبار

«البشير» اتفق مع «السيسى» على حل أزمة حلايب

 

45

 

أكد السفير السودانى بالقاهرة عبدالمحمود عبدالحليم أن بلاده لا تؤوى عناصر معادية لمصر على الأراضى السودانية، وأن الخرطوم ملتزمة بعدم إيواء هذه العناصر وهو نفس الحال بالنسبة لمصر أيضاً، مشدداً على أن البلدين يسيران فى الاتجاه الصحيح فيما يخص ملف سد النهضة، وأن المنهج السودانى تجاه مصر قائم على الحوار دون ضرر ولا ضرار لأحد، وأشار السفير فى حواره مع «الوطن» إلى أن مشكلة حلايب وشلاتين لا يمكن حلها عبر وسائل الإعلام، وأن الرئيسين عبدالفتاح السيسى وعمر البشير اتفقا على تجنيب الوضع الخلافى بشأنها.

■ كيف ترى مستقبل العلاقات بين مصر والسودان بعد زيارة الرئيس البشير للقاهرة؟

– العلاقات بين مصر والسودان يندر أن نجد شبيهاً لها فى المنطقة لأنها علاقات دم وحضارة وتاريخ وثقافة والرئيس السيسى قال لى «نحن شعب واحد فى بلدين» وبهذه الروح جاءت زيارة البشير للقاهرة الشهر الماضى وكانت زيارة تاريخية ومهمة بكل المقاييس، وعلى الرغم من مرور 3 أسابيع على الزيارة إلا أن أصداءها ما زالت مستمرة فى الدوائر المصرية والسودانية، وجاءت رداً على دعوة وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى للرئيس البشير فى اتصال هاتفى لتهنئة الرئيس المصرى بتولى الرئاسة، وأكد البشير احترام السودان الكامل لخيارات الشعب المصرى وأمن واستقرار مصر؛ لأن عافية مصر من عافية الوطن العربى وكل الدول المحبة للسلام، كما كانت الزيارة مهمة بالنظر للعلاقات بين البلدين وما يطمح إليه الشعبان فى مصر والسودان من تعاون حقيقى لأن التبادل التجارى بين البلدين لا يرقى إلى مستوى طموحات البلدين فحجم التجارة كان 840 مليون دولار فى عام 2013 ومصر تأتى فى المرتبة الرابعة بعد السعودية والإمارات وقطر فى قائمة المستثمرين فى السودان، ولذلك لعبت الزيارة أهمية خاصة فى تعزيز العلاقات الدبلوماسية، وشهدت الزيارة أيضاً مناقشة الأوضاع الإقليمية بدءاً من القضية الفلسطينية، والوضع فى سوريا واتفق الجانبان على أهمية وجود حل سلمى للأزمة فى سوريا، كما نالت المشكلة الليبية جزءاً من المباحثات وكان هناك اهتمام واضح بالملف الليبى انطلاقاً من ضرورة إطلاق حوار بين الفرقاء فى ليبيا وعودة الاستقرار ومن هذه الخلفية جاءت زيارة رئيس وزراء ليبيا إلى السودان.

■ وماذا عن لقاء الرئيس البشير عدداً من المستثمرين المصريين لإقامة مشروعات فى الخرطوم؟

– بالفعل شملت الزيارة لقاءات مع مستثمرين ورجال أعمال مصريين وبعض رموز المجتمع المصرى، وتم التركيز خلالها على عدة ملفات لترفيع اللجنة العليا المشتركة، وهذا ما عكس الحرص على أن تكون اللجنة بهذا المستوى الرفيع لتتمكن من التعامل المباشر فى جميع المجالات، وتم توجيه الوزراء إلى ترجمة هذه المحادثات إلى واقع ملموس عن طريق تنفيذ توجيهات الرئيسين بخلق آليات جديدة تدعم عمل اللجنة المشتركة بين البلدين.

نعمل معاً لتفعيل الحوار بين الدول الثلاث لحل أزمة سد النهضة.. ونسعى لتحقيق استثمارات تصل لـ 12 مليار جنيه

■ ولكن بعض وسائل الإعلام قالت إن قيادات الإخوان اتجهت للإقامة فى السودان بعد 30 يونيو؟

– السودان لا يؤوى أى عناصر معادية لمصر، ونحن ملتزمون بعدم إيواء هؤلاء وفى المقابل مصر ملتزمة بعدم إيواء عناصر معادية للسودان، ومصر قالت إنها لن تكون ساحة لأى عمل يؤثر على أمن السودان، والسودان سيظل حريصاً على أمن مصر والرد على هذه المزاعم كان من خلال زيارة السيسى للسودان والبشير لمصر.

■ ماذا عن الإجراءات المشتركة بين البلدين فى ملف سد النهضة؟

– التطورات التى جرت فى ملف سد النهضة أوضحت مصداقية المنهج السودانى القائم على الحوار، وأنه لا ضرر ولا ضرار، وأن النهر ينبغى أن يكون ساحة للتعاون وليس الصراع، والاجتماعات الأخيرة أعطت البداية الصحيحة للتعاون البناء بين الدول الثلاث واحترام الحقوق التاريخية لكل منها، لذلك كانت اجتماعات الخرطوم ناجحة وكذلك اجتماعات أديس أبابا التى توجت نتائجها باجتماع مهم فى القاهرة أسفر عن اختيار 7 مكاتب استشارية لدراسة الأبعاد الخاصة بسد النهضة، وستكون هناك اجتماعات مع ممثلى هذه المكاتب الاستشارية لحسم الجهة الفائزة التى تستطيع الانتهاء من العمل خلال 5 أشهر، وإننا سعداء بالنتائج الإيجابية التى تحققت فى هذا الملف، ودور السودان كان إيجابياً للغاية ونال رضا الطرفين المصرى والإثيوبى، ونحن نسير فى اتجاه التعاون الثلاثى المشترك دون ضرر واحترام التطلعات التنموية للدول دون أن يؤثر ذلك على حقوق الدول، ونحن نعتقد أننا نسير فى الاتجاه الصحيح ونشكر خبراء الدول الثلاث على الجهد الكبير الذى قاموا به، الذى من المفترض أن يشكل أساساً قوياً للتعاون فيما بينها.

■ تسببت قضية حلايب وشلاتين فى تراشق إعلامى بين الجانبين المصرى والسودانى، كيف ترى مستقبل هذه القضية؟

– مشكلة حلايب لا تحل عبر وسائل الإعلام، والرئيسان اتفقا على تجنيب الوضع الخلافى بشأن حلايب والعمل على بناء الثقة وتدعيم المصالح المشتركة ما يهيئ الأجواء لتجاوز المشكلات الصعبة ونعتقد أن الحوار هو الوسيلة الأسلم لحل هذا الخلاف.

«شكرى» يزور الخرطوم قريباً لبحث انعقاد اللجنة العليا المشتركة بالقاهرة قبل نهاية العام

■ وماذا عن التعاون الاقتصادى بين مصر والسودان خلال الفترة المقبلة مع قرب بدء عمل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين؟

– نحن على ثقة أن التعاون المصرى السودانى سيتضاعف مستقبلاً لأن الإمكانيات التى يتمتع بها البلدان ستهيئ وضعاً قوياً ينطلق من خلاله مصر والسودان إلى تحقيق استثمارات قد تصل لأكثر من 12 مليار دولار، وأوضح وزير الاستثمار المصرى أشرف سالمان أن الاستثمار فى السودان كأنه استثمار فى مصر والرئيس البشير وعد المستثمرين المصريين بتقديم كل التسهيلات لإنجاز أعمالهم وهناك مجالات واسعة للاستثمار فى السودان أهمها الأمن الغذائى.

■ هل هناك زيارة مرتقبة لوزير الخارجية المصرى سامح شكرى إلى الخرطوم لبحث إجراءات انعقاد اللجنة العليا؟

– بالفعل هناك اتصالات بين وزيرى الخارجية فى مصر والسودان، لبحث انطلاق عمل اللجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسى فى القاهرة قبل نهاية العام، وابتداع الآليات الخاصة بتنفيذ خطوات انعقادها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى