«الغلطة لحظة.. والندم سنين»

«الغلطة لحظة.. والندم سنين»، هذه الحكمة الممزوجة بالحزن هى لسان حال «سارة سيد» صاحبة الـ16 عاماً، عندما اعترفت أمام النيابة العامة بقنا بجريمة قتل شقيقتها خنقاً بسبب تواصلها مع شاب على الفيس بوك، قائلة: «والله ما كان قصدى اقتلها، كنت بعاتبها عشان مصلحتها، وماتت فى إيدى».

قالت سارة أمام الرائد «وليد أبوالمجد»، رئيس مباحث قسم قنا: «كنت أنصحها دائماً بالابتعاد عن الفيس وعدم مراسلة الشباب، والانتباه لدروسها، وانتهزت فرصة أننا سنزور خالتنا فى منطقة الشئون وسنبيت، لأنصحها بعيداً عن المنزل حتى لا يعرف والدى أو والدتى، وفى الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين الماضى فى بيت خالتنا كان بيدها حبل زينة وكانت بصدد لفّه حول زهرية لتعلقها فى بيت خالتها».

أضافت: «انتهزت الفرصة وتحدثت معها بلهجة شديدة عن مستقبلها وعن الإساءة إلى سمعتها جراء ذلك، وأننا من بيت محافظ وإنه والدى لو عرف سيكون الوضع صعباً، ولكنها لم تهتم بكلامى، ودخلت معها فى مشادة كلامية ظلت لمدة 10 دقائق وهى تقول لى: ليس لك بى شأن، ودخلت معاها فى شجار والتفّ الحبل الذى كانت تمسك به حول رقبتها، ومع اشتداد الاشتباك بيننا ضاق الحبل حولها وسقطت على السرير فاقدة الوعى، وكنت أظن أنها مغمى عليها».

تنهمر الدموع وسارة تواصل الاعتراف: «حاولت إيقاظها ولكنها لم تفق، وبعدها هرولت إلى خالتى وقلت لها «غادة» لا تتحرك على السرير، وطلبت منها الاستيقاظ، وجاءت معى إلى الغرفة التى تم تخصيصها لى ولشقيقتى للمبيت، وحاولنا مرة أخرى دون إجابة، فطلبت تاكسى وذهبنا بها إلى مستشفى قنا العام وهناك قالوا لنا إنها توفيت إثر عملية خنق فى منطقة الرقبة».

وبسؤال أسرتها أقرّت أن المجنى عليها ذهبت برفقة شقيقتها لقضاء ليلة بمنزل خالتها، وعند محاولتهم إيقاظها فوجئوا بعدم تجاوبها معهم وتم نقلها إلى المستشفى، وعلموا بموتها، أما خالتها فقالت: لم نعرف بالشجار والخلاف الذى دار بينهما لأنه كان فى وقت متأخر من الليل.

اللواء صلاح الدين حسان، مدير أمن قنا، تلقى إخطاراً، يفيد بقيام «سارة سيد. م»، 16 عاماً، طالبة بالثانوى العام، ومقيمة بمنطقة الشئون بمدينة قنا، بخنق شقيقتها، غادة 13 سنة، بحبل، ما أدى لمصرعها بعد مشادة كلامية بينهما لقيام المجنى عليها بكثرة الدخول على مواقع التواصل الاجتماعى وإهمال دروسها.

على الفور تم تشكيل فريق من البحث الجنائى ضم الرائد وليد أبوالمجد، رئيس مباحث بندر قنا، ومعاون أول مباحث، النقيب أحمد شكرى، بقيادة اللواء أيمن فتحى مدير المباحث الجنائية، تم ضبط المتهمة بقتل شقيقتها، والأداة المستخدمة فى القتل «الحبل».

وبتفتيش المنزل عُثر على حبل زينة بسُمك نصف قطر وطول 70 سم عالقة به آثار شعر رأس المجنى عليها بأرضية الحجرة التى وجدتا بها فى منزل خالتهما.

وتبين من التحريات الأولية أن المجنى عليها كانت تقوم بتزيين زهرية أثناء وجودها على سريرها بإحدى غرف المنزل، مستخدمة «حبل»، لوضعها فى أحد أركان المنزل، فدخلت عليها شقيقتها الكبرى فى لحظة عتاب، وطلبت منها معرفة مع من تتحدث على «فيس بوك»، وتظل بالساعات دون الانتباه لدروسها، ولكنها لم تجبها فدخلتا فى شجار فالتف الحبل الذى كانت تمسك به حول رقبة «المجنى عليها» فشدته شقيقتها الكبرى بقوة، فلفظت أنفاسها الأخيرة.

وقرر محمد عباس، مدير نيابة قسم قنا، حبس المتهمة بقتل شقيقتها بحى الشئون بقنا 4 أيام على ذمة التحقيق بتهمة ضرب أفضى إلى موت.