طارق عبدالناصر: مبارك والسادات انقلبا على أهداف ثورة يوليو

 

 

 

 

طارق عبد الناصر، الأخ غير الشقيق للرئيس الراحل، تحدث ، عن ذكرياته مع الرئيس الراحل بذكرى وفاته 28 سبتمبر 1970، مشيرًا إلى مرحلة الطفولة والشباب التي عايشها الرئيس الراحل قبل وفاته، مؤكدًا أن الرئيس الراحل كان بمثابة الأخ الأكبر والوالد بالوقت ذاته، وأن “الريس” والوالد الحاج عبد الناصر ربياه وأخوته على أنهما مثل أي مواطن ولا ينبغي أن يوجد أي تميير لهم باعتبارهم أسرة الرئيس.
ويحكي طارق عن ذكريات طفولته، قائلا: “أنا مواليد 1949، أي أن عمري نفس عمر خالد جمال عبد الناصر، وبالنسبة لي كان عبدالناصر في مكان ما بين الأخ والأب، كنت أراه أخًا وأراه أبًا، واللافت للنظر أن والدي الحاج عبد الناصر كان يحكي لي دائمًا أنه ولد مع الاحتلال البريطاني 1882، وكان سعيدًا للغاية أن نجله الرئيس جمال هو الذي أنهى الاحتلال.

وأضاف: والدنا كان يربينا على أنه محظور أن نقول كلمة “أخو الريس”، وكان الوالد رحمة الله عليه يقول “زيكم زي الناس.. إياكم أن تفتكروا إنكم غير الناس”، لأنه كان رجلًا صعيديًا طيبًا، عمره ما كان يلجأ أبدًا إلى العقاب، فكانت النظرة منه تكفي، وكانت مسألة الكرامة لديه أمراً في أقصى درجات الأهمية، لدرجة أنه كان يمنعنا من أن نقبل يديه وكنا نرغب في ذلك، وكنت أتمنى “أبوس إيده”.

وأضاف طارق: حياتنا كانت عادية للغاية، وبلا أي حراسة، ولكن بدأت إجراءات الحراسة على منزلهم بالإسكندرية بعد محاولة اغتيال الرئيس في حادثة المنشية المشهورة.

ويحكي طارق عن علاقة “الريس” جمال بالأسرة، قائلاً: “كان بالنسبة لنا المسئول وفي مكانة الأب، كان مسئولًا عن الأسرة وإخوتي الكبار ووالدنا، حتى إنه كان مسئولًا عن أقربائنا بالصعيد، كان “الريس” وبحق ابنا بارًا إلى أقصى درجة بالوالد، وكان أخا بارًا لنا، يعالج كل مشاكلنا حتى العائلية منها، وكان حريصًا أن يقف بجانبنا جميعًا في دراستنا وتخرجنا، وكان “الريس” موجودًا في كل حفلات زفاف الإخوة، والحفل الوحيد الذي لم يحضره هو حفل زفاف أختنا عايدة لأنه كان في عام 1968 بعد العدوان، ولما عرف موعد الزفاف لم يحضر، وقال “كيف أحضر فرح وكل بيت فيه حزن على شهيد”.

وأوضح طارق أن كونه “أخو الريس” لم يكن يجعله يحصل على وضع خاص بل أنه تعرض للتشديد بسبب ذلك قائلا: ” كنت أحصل على جزاءات أكثر من أي من زملائي، وأتذكر أنه عند التحاقي بالكلية الحربية، جاء الكثير من الطلبة كي يروا أخو الريس وكيف يعامل، وكل الطلبة رأوا أنه لا توجد أي تفرقة في المعاملة، بالعكس فقد كنت دائمًا ما أحصل على طوابير إضافية، لدرجة أن زملائي قالوا “إحنا تعبنا بسببك”.. كذلك فإن عبد الناصر أوصى بأن تتم معاملة طارق بشدة أثناء وجوده في فرقة الصاعقة، “عشان يطلع ضابط كويس”.

وقارن طارق بين فترة حكم عبد الناصر وبين السادات ومبارك ومرسي، قائلا: “فترة عبدالناصر بداية من ثورة 23 يوليو كانت هي الجمهورية الأولى، وجاءت الجمهورية الثانية (حقبة السادات ومبارك) بمثابة انقلاب على مبادئ الثورة، ونحن اليوم في الجمهورية الثالثة التي تشهد سيطرة التيار الإسلام السياسي، وإدخال الدين في السياسة ولا أقول إلا ما قاله عبد الناصر “الدين هو الدائم والسياسة هي المتغيرة”.

ورفض طارق الحديث عن أن المشير عبد الحكيم عامر لم ينتحر وأنه تم اغتياله بالسم، معتبرها “مقولات لا تمت للحقيقة بصلة”.

 

 

بوابة الأهرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى