“بوابة الأهرام” تحضر قداس المرشحين الخمسة لخلافة البابا شنودة الثالث.. وتنشر كلماتهم خلاله

يبدأ الأقباط الأرثوذكسن غدا الاثنين صومًا لمدة ثلاثة أيام، من أجل انتخابات البابا الـ 118، التي ستجرى يوم 29 أكتوبر الجاري، ويخوضها خمسة مرشحين، هم: الأساقفة الأنبا تاوضروس، أسقف عام البحيرة، والأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، والرهبان القمص رافائيل أفامينا، والقمص سارافيم السرياني، والقمص باخوميوس السرياني.
ستتم تصفية المرشحين الخمسة إلى ثلاثة، هم الحاصلين على أعلى الأصوات، وتجرى بينهم قرعة هيكلية يوم الأحد 4 نوفمبر، لاختيار واحد منهم يتم تنصيبه بابا للأقباط يحمل رقم 118 فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وقد قام مرشحو المنصب البابوي الخمس اليوم الأحد بالمشاركة فى القداس الإلهي بكنيسة العذراء بالمعادي وسط حضور عدد كبير من الأقباط، الذين تزاحموا لينالوا البركة من البابا الجديد الموجود بين المرشحين الخمسة، وينتظر الجميع إعلان السماء لاسمه من خلال القرعة الهيكلية.

ألقى عظة القداس القمص باخوميوس السرياني، وتحدث عن أهمية الصوم والصلاة فى حياة الإنسان، وكيف يتيقن من خلال الصلاة الصادقة وجود يد الله فى حياته.
وعقب القداس الإلهي اجتمع المرشحون الخمسة مع عدد من أبناء منطقة المعادي ممن لهم حق انتخاب البابا، ومعهم الأنبا دانيال، أسقف المعادي، والأنبا بسنتي، أسقف حلوان، ضيفا، وكان بين الحضور نائبة البرلمان السابقة ابتسام حبيب، والمرتل إبراهيم عياد وعدد من الكهنة وكانت “بوابة الأهرام” وحدها بين الحضور.
وبدأ الأنبا تاضروس الحديث، مؤكدًا أن المرشحين الخمسة كل واحد منهم يقدر الآخر على نفسه، وقال: “عندما كنا فى الإسكندرية قال أحد الحاضرين احترنا معكم أنتم الخمسة من نختار ونتمنى أن يكون هناك مجلس باباوي يجمعكم سويا لإدارة شئون الكنيسة”.
أوضح الأنبا تاضروس أن الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية كنيسة شعبية، فالشعب يشارك في كل شيء فهو الذي يختار الكاهن الذي يحترمه، وجميع الشعب يشارك فى انتخابات البابا الجديد بالصلاة والصوم من أجل أن يختار من يمثل الشعب بكل طوائفه- وهم المقيدون في جداول الانتخابات- اختيارًا صحيحًا.

وأشار الأنبا رفائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، إلى أن لائحة انتخاب البابا المعروفة باسم لائحة 1957 يجب أن يتم تعديلها لتوسيع قاعدة مشاركة الشعب في اختيار البابا.
وتساءل: لماذا فقط 24 كاهنًا من القاهرة وكاهن من الإسكندرية هم من يشاركون في الانتخابات الباباوية؟ ولماذا يشارك كل الكهنة؟ ولماذا الأمر قاصر على الصحفيين أعضاء النقابة ممن يعملون في الصحف اليومية؟ ولماذا لا يكون هناك تمثيل لأعضاء النقابات الأخرى؟
وأكد الأنبا رافائيل ضرورة أن يكون لمجموعة الأراقفة “المتميزون لدى الدولة والكنيسة” دورا فى حل أزمات الأقباط مع المجتمع، ولا يترك الأمر للكنيسة وحدها.
وقال: “بالنسبة للطوائف الأخرى نحن نفتح ذراعينا للجميع لكن دون المساس بالعقيدة والإيمان، ولكن يضايقنا عند التعاون معهم أنهم يعلنون أننا أصبحنا واحدا لجميع المسيحيين، ثم يبدأون في جذب أولادنا إلى طوائفهم”.

وحدد الأنبا رافائيل المطلوب من البابا القادم فيما يلي:
1- ترتيب البيت أي الكنيسة من الداخل.
2- استيعاب شباب الأقباط خاصة وأنه كثير منهم استبعد عن الكنيسة.
3- إعداد طاقة خدمة من خلال نوعيه جديدة من الخدام.
4- وضع نظام لوائح بشكل محدد مؤسسي لترقيه الرهبان والكهنة.
وأكد أن من سيتولى مسئولية الكنيسة من بيننا نحن الخمسه سنتعاون معه ونساعده لملأ الفراغ الكبير الذي تركه البابا شنودة، الذي لا يستطيع واحد بمفرده أن يملأه، مشيرًا إلى أن البعض ظن أن الكنيسة ستقع بعد رحيل البابا شنودة، لأنهم لا يعلمون أن كنيستنا كنيسة مجمعية وليست كنيسة بابوية، فالبابا ينفذ سياسات المجمع المقدس، الذي يستعين بالشيوخ من المطارنة والأساقفة.
وأوضح أن البابا شنودة كان يستطيع أن يملأ المساحة الخاصة بالكنيسة بمفرده، وكان يقوم بدور أسقف التعليم، لذلك يجب أن يتم رسامة أسقف للتعليم.
وأوضح الأنبا رافائيل أن الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك أدار المرحلة الانتقالية ورحلة الانتخابات البابوية بحكمة واقتدار كبيرين، ويجب الاستفادة من خبراته ومكانته.
وردًا على سؤال لـ”بوابة الأهرام” عن كيفية تطمين الأقباط في ظل سيطرة التيار الإسلامي على مقاليد الأمور في مصر ومقدمتها مؤسسة الرئاسة، وتفضيل الكثير من الأقباط للهجرة خارج مصر عن البقاء فى ظل هذه الظروف والأوضاع المتوترة.

قال القمص باخوميوس السريانى: نحن وطننا الأصلى السماء فنحن غرباء على الأرض سواء كنا فى مصر أو بلد أخرى من بلاد العالم، والكتاب المقدس مطمئن لكل المسحيين.
وأضاف أن التاريخ يشهد والآية واضحة فى الإنجيل وتقول: “أبواب الجحيم لا تقوى عليها”، وأن دور الكنيسة والأباء الخدام هو تطمين الشعب، لكن الأهم من تطمين الأسقافة والبطريك أن يتوب كل واحد ويثق فى أن يد الله هى التى تطمن وتعطى الثقة.
وأوضح باخوميوس، لو هناك ثقب واحد فى السفينة فستغرق، والطمأنينة من الله وليس فى السفر بعيدا، وإذا تاب كل واحد ووثق بالله وساعد من معه أن يتوب لن يشعر لأحد بقلق ويبحث عن الهرب والهجرة بعيدا.
وبنفس روح الصلاة والحب تحدث القمص رافائيل أفامينا بكلمات قليلة جدا، وقال إن السلام الداخلى يأتى من الله وليس من العالم.
بينما أكد القمص سارافيم السريانى أن كل إنسان يجب أن يفكر فيما عليه أكثر مما له، فهناك طاقات كثيرة معطلة وعلينا أن نعمل فى كيفية توظيف طاقة كل واحد فى المجتمع، والإنسان يخاف لأنه لا يثق فى الله، والإنجيل ذكرت فيه عبارة لا تخف 365 مرة، ومصر هى بلدنا ولا يوجد لنا بلد آخر، ويجب أن نتحمل الظروف التى تمر بها مصر فى الأونة الأخيرة.

وأشار سارافيم إلى أن البابا شنودة كان يردد قبل وفاته دائما عبارة “من يهرب من الضيقات يهرب من الله”، وأكمل: “بدلا من الهروب علينا أن نتقارب مع أشقائنا لنعبر هذه الفترة الانتقالية، والإنجيل يقول: اثنان خير من واحد، والخيط المثلوث لا ينقطع”، ونحن نثق بأن القادم أفضل مما فات.
وردا على سؤال حول كيفية تجنيب الكنيسة المواجهات السياسية، أجاب الأنبا رافائيل قائلًا: “أهم إيجابية لثورة 25 يناير هي ظهور الأحزاب ووجودها على الأرض بصورة حقيقية، والأفضل أن تبتعد الكنيسة عن السياسة وتصبح قضايا ومطالب الأقباط مطالب الدولة وليست مطالب الكنيسة، لأنه عندما تطالب الكنيسة ببعض الحقوق للأقباط يتعامل البعض مع الأمر بشكل طائفي، ولكن عندما تصبح المطالب مطالب مدنية ومن خلال الأحزاب يصبح الأمر غير طائفي ولكنه مدني، وحل أى مشكلة تكون من خلال العلاقات المشتركة وقنوات الاتصال، ويجب أن يكون للأراكنة دور، وتكون هناك مجموعة إدارة الأزمات لأن المشاكل لن تنتهي”. وأشار الأنبا رافائيل إلى أن وجود الإسلاميين على سدة الحكم في البلاد لا يزعج الأقباط، فالرئيس عبدالناصر كان مسلمًا وأيضًا السادات ومبارك، وفي عهد كل منهم عانى الأقباط ولا جديد في وجود رئيس مسلم ينتمي للتيار الإسلامي، وربما يكون وجودهم فرصة لأن نطالبهم بما يقولونه دائمًا: “إن الأقباط لهم ما لنا وعليهم ما علينا”، ويجب أن نتعامل مع الجميع بروح التفاهم والحب فنحن أخوة وشركاء في الوطن والإنجيل يقول: “كن مراضيًا لخصمك ما دمت معه في الطريق”، ونحن منهجنا الحب والسلام وليس التصادم، والكنيسة مؤسسة روحية وقوية وتعرضت منذ مار مرقس في القرن الأول الميلادي للكثير من الحروب ولم تهتز، وفي تقديري لا يوجد فارق بين استشهاد مار مرقس في القرن الأول واستشهاد المسيحيين في تفجير كنيسة القديسين في يناير 2011، فالكنيسة نقول عنها “أم الشهداء جميلة”، هكذا نرنم.
ومازح الأنبا رافائيل الحضور وقال: “كيف يترك الأقباط مصر التي جاء إليها المسيح والعذراء مريم ويذهبون إلى أمريكا أو غيرها التي لم يذهب إليها المسيح، والإنجيل يقول: “مبارك شعب مصر”.